الحبّ المجنون ..هو الصّادقْ ..!!.؟ شعر / وديع القس
عاتبتنيْ تشتكيْ كأسَ الخمور ِ
إنّها حبِّيْ وكأسيْ للصّبور ِ
عاتبتنيْ وهيَ لا تدريْ بأنّيْ
أحملُ القلبَ البريء َ، بالطّهور ِ
أشربُ الخمرَ سبيلا ً للعناق ِ
حينَ تنأى عنْ عيونيْ وبصيريْ
إنّك ِ الخمرُ المعتّقْ في مذاقيْ
وشفاهُ الكأسِ تُحيِيْ منْ ضموريْ
إنّكِ الذّكرى الوحيدةْ في خياليْ
قدْ رهنتُ العمرَ حبّا ً ونذوريْ
يا جمالا ً قدّهُ الباريْ ضياء ً
ويغارُ الوردُ منهُ ، والزهور ِ.!
لا تعاتبنِيْ حبيبي فيْ جنونيْ
فجنونُ الحبِّ أعمقْ بالخمور ِ
أنتِ خمريْ وطعاميْ وشرابيْ
أنتِ شعريْ وقصيديْ وشعوريْ
أصدقُ الحبَّ جنونٌ بالحبيب ِ
يتعالى للعُلى مثلَ النّذور ِ
لا تقوليْ : جنَّ من فعل ِ الزّمان ِ
إنّما فعلُ الزّمان ِ .. بالمرور ِ
لا تقوليْ : قدْ سكِرتُ بالشّراب ِ
وهجُ عينيك ِ حريق ٌ وسعير ِ
فجنونيْ وضياعيْ واحتراقيْ
منْ هوى الحبِّ القتيل ِ ، بالأوار ِ
كلُّ أنواع ِ العواطفْ والشّعور ِ
لا تساويْ نظرة َ الحبِّ الطّهور ِ
فدمائيْ ودموعيْ وكيانيْ
هاجرتنِيْ كلّها دون َ أعتبار ِ
واحاسيسُ الحياة ِ ، كالممات ِ
كّها أضحتْ كعشواء ِ الضّرير ِ
قدْ مللتُ الكون َ منْ غدر ِ البشائرْ
وجفاء ُ الخلِّ في موت ِ الضّمير ِ
يا حبيبَ الرّوح ِ كمْ أضحتْ حياتيْ
كقتيل ٍ دونَ أكفان ِ القبور ِ
لا تعاتِبْنِيْ حبيبيْ قدْ فَنَيْتُ
كلَّ عمريْ تائهَ القلب ِ الكسير ِ
فغدوتُ ، كعصاف ٍ في الرّياح ِ
وغريقا ً تحتَ طيّات ِ البحور ِ
إنّنيْ عهد ٌ بصدق ِ الأوفياء ِ
لنْ تروِّضنِيْ عذابات َ الدّهور ِ
أصدقُ الإحساس ِ في الحبِّ..الجنون ُ
فاسعِفِينِيْ..واسعِفيْ القلبَ السّعير ِ..!!.؟
وديع القس
25. 08. 2017