المَدحُ في غيرِ المكانِ مُلامُ ... و القَدحُ في بعضِ اللئامِ مُرامُ
في كلِّ قافيةٍ أماني شاعرٍ ... حينَ القوافي الغُرُّ ليسَ تُلامُ
مدحُ الكريمِ كرامةٌ مرغوبةٌ ... مدحُ اللئيمِ جريمةٌ و حرامُ
عندَ التجلّي في معارجِ لفظةٍ ... نَقِّ المُعَبِّرَ منها فهْيَ حُسامُ
وصفُ الحبيبِ فضيلةٌ في روحِها ... عشقٌ يُعَطِّرُ و الرّضابُ مُدامُ
في ما يطالِعُ بدرَ كلِّ جميلةٍ ... عزفتْ نشيدَها أبدعَ الإلهامُ
و لنا كعادتنا التطلّعُ دائمًا ... للحسنِ يخطرُ و الجمالُ قَوامُ
و إذا القصيدُ بِلا جموحِ خيالِهِ... سقطَ البهاءُ و صابهُ الإجذامُ
لولا الشّعورُ لَما تألّقَ شاعرٌ ... بالمدحِ تقصدُ للعلى الأنسامُ
خَلِّ المديحَ لأهلِهِ كفضيلةٍ ... و الذّمَّ إنْ دفعتْ لهُ الأيّامُ
كُنْ بالأصالةِ ثابتًا لا نائيًا ... إنّ المواقفَ زانها الإقدامُ
إنْ لم تَكُنْ بِالمُستَعِدِّ مُواجِهًا ... فمصيرُ شعرِكَ فوقهُ الأقدامُ.