أشعارٌ منثورة
في
أقوالٍ مأثورة
13
رغبةُ الإنسانِ دَومَا ... تشتهي لا تخشى لَومَا
حاوِلِ التّركيزَ وعيًا ... أدْرِكِ الأحوالَ فَهْمَا
باعتدالٍ ليس فيهِ ... إيّ إسرافٍ بمَرمى
رغبةٌ فينا هواها ... إنْ سطا للقلبِ أدمى.
14
نعمةُ النّسيانِ راحَةْ ... إنّها شِبهُ استراحَةْ
فيها للجرحِ التئامٌ ... و لأوجاعِ المَناحَةْ
أيّها النّسيانُ شكرًا ... فُرصةٌ منكَ المُتاحَةْ
فيها تَقويضٌ لحزنٍ ... حيثُ عُمقُ النّفسِ ساحَةْ.
15
أما زِلنا على كُنّا و كانوا ... يُغَطّي عجزَنا وَهمٌ جبانُ؟
تخطّى الغيرُ آفاقَ العلومِ ... ففاقونا و منهم عنفوانُ
و ما زِلنا على وهمٍ نعيشُ .... و أحلامٍ يُغَذّيها الهوانُ
إذا كنّا على عِزٍّ و مجدٍ ... هَلِ الأمجادُ جهلٌ يا زمانُ؟
16
صارَ هزُّ الرِّدفِ فَنَّا ... و انفلاتُ الثّدي حُسْنَا
لم يَعُدْ للذوقِ وزنًا ... لو أرَدنا الفنَّ وزنَا
كلّما العريُ أبانَ ... صَدرَ مَنْ غنّتْ و بَطْنَا
كلّما التّصفيقُ زادَ ... و انتشى الإعلامُ لَحْنَا.
17
أذكُريني كلّما هاجَ الحنينْ ... مِنْ حنايا وردةٍ أو ياسمينْ
أذكريني كلّما الفجرُ أتى ... زيّنَ الإشراقُ قلبَ العالَمينْ
أذكُريني كلّما الطّيرُ شدا ... أو حَنا قلبٌ لبؤسِ البائسينْ
أذكريني كُلّما ذُبتِ هوىً ... في حضورِ الشِّعرِ عندَ العاشقينْ.
18
حَطِّمي ما الحوفُ أرساهُ و مَا ... في حنايا النّفسِ مِنْ حزنٍ نَما
و اعقدي عزمَا قويًّا ثابتًا ... بالتّحدّي و استَفِزّي الأنجمَ
سطوةُ الخوفِ ابتداءُ المُنتهى ... من حياةِ المرءِ كُونِي كُلَّمَا
حاولَ الخوفُ اقتناصَ المُبتغى ... في تحدٍّ كي تعيشي الأسلمَ.
19
حكمةُ الأمثالِ جاءتْ مِنْ سَلَفْ ... خبرةً و البعضُ عن هذا انصرَفْ
كلُّ ما فيها بليغٌ مُثْمِرٌ ... لا تَدَعْ ما أنتَ تنوي للصّدَفْ
خُذْ مِنَ الأمثالِ معنىً وافيًا ... و اجعلِ المضمونَ منها للهدفْ
كي تَعي الدّنيا و أحوالَ الورى ... تبلغ المنشودَ دونَ المُنْعَطَفْ.