يا رفاقي ..أينَ أنتمْ ..!!.؟ شعر وديع القس
يا رفاقَ الدّرب ِ والفكرِ السّديد ِ
يا رجالَ النّور ِ و العلم ِالرشيد ِ
يا سجينَ الرّأي ِ..كمْ كنتَ مُهيبا ً
يا نصيرَ الحقِّ في وجه ِ القيود ِ ..؟
يا رفاقيْ أينَ كنتُمْ .. أينَ صِرتُمْ
ودماءُ الأبرياء ِ .. في مزيد ِ..؟
أينَ فكرُ الثّورة ِ الحمراء ِ فيكمْ
أينَ روح ِ الثّائر ِ الصَّلد ِ العنيد ِ.؟
يا رفاقَ الجّرح ِ أينَ الحُكمَاء ُ
لشفاء ِ الفكر ِ من حمل ِ الفساد ِ.؟
وجراحا ً عمّقتْ آلامِنَا
وقفة َالإذلال ِ في حضن ِ البليد ِ
يا رفاقَ العمرِ أينَ الأصدقاء ُ
ورفيقات ِ النّضال ِ .. والصّمود ِ..؟
يا رفاقا ً سطّروا أمجادَهم ْ
تحتَ نير ِ الظّلم ِ والسجن ِ الفريد ِ
بعضهمْ أضحى مثالا ً كالشّموس ِ
يُرسل ُ الأنوارَ مابعد َ الخلود ِ.!
بعضهمْ أضحى ذليلا ً كالنِّعال ِ
تحتَ أقدام ِ العِدى زحفا ً ودود ِ
بعضهمْ لا زالَ يهدي روحه ُ
كفداء ٍ للتراب ِ ، والحدود ِ
بعضهمْ باعَ الرفاقَ والمبادِىءْ
كأجير ٍ للكلام ِ.. بالمزاد ِ
يا رفاقي : ميّزوا بينَ المعانيْ
وافرزولي النُبْلَ من سفلِ العبيد ِ
ميّزوا بينَ الدّماء ِ والعقول ِ
وافرزا الأنوارَ منْ عقل ِ البليد ِ
ميّزوا بينَ البهيم ِ ، والبهيم ِ
وافرزوا الكلبَ منْ صنف ِ الأسود ِ
ميّزوا بينَ الزواحِفْ والطّيور ِ
ميّزوا الأشواك َ منْ عطرِ الورود ِ
ميّزوا بينَ الضّمائِرْ والقلوب ِ
ميّزوا بينَ الصّديق ِ ، والّلدود ِ
ميّزوا بينَ العروقِ ، والأصول ِ
وافرزوا عنها الأصيل ِوالفريد ِ
حدّدوا جنس َ الكِرام ِ ، واللّئام ِ
وافرزوا تاريخَ أنوار ِ العهود ِ
علِّموا راياتها في كلِّ جيل ٍ
ثمّ غنّوا غنوة َ النّصر ِ المجيد ِ
وبطونا ً خاويات ٍ سطّروهَا
وقفةَ العِزِّ الكريم ِ بالصّمود ِ
ساحة َ الأكرام ِ أضحتْ في ذبول ِ
إنّها لا ترتضيْ فكرَ الجحودِ
يا تواريخَ النضَالِ ..كيفَ ترضى
أنْ تسيّرك َ الثعالبْ والقرود ِ ..؟
هلْ سمعتمْ في تواريخ ِ العوالمْ
أنْ يقودَ الأنسَ أعمىً وبليد ِ..؟
يا زماناتَ العجائبْ والغرائبْ
وعقولا ً في سبات ٍ وجمود ِ
هلْ ترى الأخلاقَ رِهنَ الموبقاتِ
ودعاةُ الحقِّ أربابُ الفساد ِ..؟
هلْ ترى الأوطانَ غرقى بالدّماء ِ
ودعاةُ الوطنيّة .. بالمزاد ِ ..؟
هلّليْ يادمعة َ الأطفال ِ نصرا ً
إنّك ِ الأغلى بأثمان ِ الوجود ِ.!
واسحقيْ الأعتامَ جهرا ً بالصرام ِ
وادفنيهَا تحتَ طيّات ِ الرّماد ِ
وجراحٌ سوفَ تغدوْ كلهيب ٍ
تحرقُ البغضاءَ والغِلِّ اللّدود ِ
ترسمُ الأوطانَ من دمع ِ الثّكالى
ودمُ الأطفال ِ راياتُ الحدود ِ ..!!
وديع القس ـ 10 . 12. 2016