نفحةُ ذات
شعر: فؤاد زاديكه
شاعرٌ لستُ كباقي الشّعراءْ ... مُكْثِرٌ شِعرًا, غنيٌّ بالعطاءْ
أحرفي ليستْ سراجًا إنّما ... في ظلامٍ دامسٍ نورُ الضياءْ
ليسَ فخرًا أدّعيهِ, إنّني ... لا أحبُّ المدحَ, لا و الكبرياءْ
مِنْ همومِ النّاسِ, مِنْ آلامِهم ... مِنْ معاناةٍ لهم أحيا الولاءْ
مخلصَا و الصّدقُ مشواري كما ... ينبغي, لا أدّعي ذاتَ افتراءْ.
لم أخضْ بحرًا بمنأىً عنهمُ ... إنّهم همّي, و يبقى ما يشاءْ
لستُ مستاءً إذا لم يُدرِكوا ... موقفي هذا, و ما لبّوا النداءْ
قد عقدتُ العزمَ ألّا ترتخي ... همّتي يومًا, و لو ضاقَ الفضاءْ
شاعرٌ بالنّاسِ عن قُربٍ, و ذا ... ما سيبقى خالدًا بعدَ الفناءْ
لم أُقِمْ يومًا سدودًا بيننا ... إنّني منهم, لنا نفسُ الرّجاءْ
همْ, هُمُ كاري و مهوى أحرفي ... عندما يُشتمُّ عطرُ الأوفياءْ.
يندبُ الإحساسُ حظًّا كلّما ... شوّهَ المعنى و مفهومَ الوفاءْ
كلّما استخلصتُ درسًا منهمُ ... كانَ لي عونًا مُعينًا و البقاءْ.