تخلّى عنهُ خِلٌّ و الرّفاقُ
لِما مِنْ بَطشِهِ الدّامي أصابَ
شعوباً, و الدّمُ الغالي يُراقُ.
عَرَفنا الوضعَ قبلَ البعثِ أمناً
فما كانَ احتجازٌ و انغلاقُ
فجاءَ البعثُ مَصحوباً بعنفٍ
و ترهيبٍ, و لم ينجُ (العراقُ)
مِنَ التخريبِ و التفجيرِ كانَ
لهُ مِنْ أرضِ سوريَا انطلاقُ
و (لبنانُ) المُعاني عاشَ أيضاً
مدى الويلاتِ, فاهتزَّ الوِفاقُ
لأسبابٍ نظامُ البعثِ شاءَ
لها استمرارَ وضعٍ. لا اتّفاقُ
يسوءُ الحالُ كي يغزوهُ دوماً
تعدٍّ و انفلاتٌ و احتراقُ.
نظامُ البعثِ قد أرسى فساداً
عقيمَ الحلِّ, يحميهِ النّفاقُ
على ما يجري مِنْ سَجنٍ و قَتلٍ
بحقِّ الشّعبِ, و اشتدَّ الوِثاقُ
قراراتٌ تدينُ العنفَ, ليستْ
بحجمِ الوضعِ, فالوضعُ اختناقُ
سيأتي يومُهُ حيثُ اختراقُ
لثوّارٍ أقَضّوا مَضجعَيهِ
يعيشُ الخوفَ وضعاً لا يُطاقُ
صمودُ الشّعبِ بالإصرارِ آتٍ
بنصرٍ, طَيّبٌ منهُ المذاقُ
لهذا الوحشِ عن حكمٍ طلاقُ
و شَنقٌ- أضعفَ الإيمانِ- يبقى
مصيرُ الكلبِ, بالوجهِ البُزاقُ.