عندما يبكي الوطن ..!! شعر وديع القس
إنقِذوني .. منْ سياسات ِ النِّفاق ِ
إنقذوني .. من خيانات ِ الرِّفاق ِ
قطَّعوا روحَ المبادِئْ والعقائِدْ
ثمَّ خلّوها رميمَا ً أو مُعاق ِ
هدَّموا الأوطانَ قربانَ العِداء ِ
ثمَّ باعوهَا رخيصَا ً كالرِّقيق ِ
يا ذليلَ النَّفسِ والأصل ِ الهجين ِ
يا عديمَ الحِسِّ والفكرِ العتيق ِ
كيفَ ترضى موتَ أمٍّ أرْضَعَتْك َ
من حليبِ العزِّ والحبِّ العريق ِ ..؟
كيفَ ترضى غدرَ أبٍّ قدْ هدَاك َ
عِزَّ أنسابِ الشّموسِ ، بالعِناق ِ ..؟
قدْ أهِنتمْ أصلَكمْ تحتَ النِّعال ِ
قدْ نسيتمْ عِزَّكمْ تحتَ الشِّقاق ِ
بدّلوا إرثَ الجّدود ِ ، بالعبيد ِ
بدّلوا سِفلَ الجواريْ بالصّديق ِ
أنكَروا تاريخَ أنسابِ الشّموسِ
في سبيل ِ المال ِ والذلِّ السّحيق ِ
يا ذليلا ً: كيفَ ترضى أنْ ترى
تُرْبكَ المذبوح ِ بالدّمِّ المُراق ِ..؟
قدْ هدرت َ المكرماتَ ، في خنوع ٍ
والتحَفْتَ ..تحتَ دثَّار ٍ خُروق ِ
أينَ ذاكَ الحبُّ والأوطانُ تسمو
منْ عزيزات ِ النّفوس ِ ، بامتِشاق ِ..؟
أينَ ذاكَ الصّوتُ والإنصافُ يعلو
غايةَ الحقِّ المقدَّسْ ..بانعتَاق ِ..؟
أينَ ذاكَ العلمُ والأفكارُ تسمو
في سحاب ِ الكون ِ نورا ً في شروق ِ..؟
قدّموا قربانَهمْ للموبقات ِ
توّجوا الهاماتَ من نعلِ النّزاق ِ
والوطنْ يشكو : حزينا ً دمعه ُ
أينَ أبناءُ الشّموسِ والعُراق ِ ..؟
جرّدونيْ منْ كرامات ِ الحياء ِ
ثمَّ باعوني رخيصا ً بالسّباق ِ
جمرةُ النّيران ِ في حلقي لهيبٌ
من يدِ الخلّان ِ أو غدرِ الصّديق ِ
والدّماءُ .. قدْ أباحتهَا الذّئابُ
من خياناتِ الخنوع ِ ، بالرّفاق ِ
كنتمُ الأعلونَ في صدرِ الشّموس ِ
صرتمُ الذّيل َ الذّليل َ.. كالدّباق ِ
أينَ عشّاق ُ الحياة ِ، والفضيلة
أينَ أصحابُ العدالة ،والحقوق ِ..؟
أيّها الأبناءُ: إنِّي في رميم ٍ
أينَ أصل ُ المرءِ والنبّل ِ الصّدوق ِ..؟
إوقِفوا القتلَ.. ففي الأحقاد ِ موتي
واعلموا إنِّي معَ الأمجاد ِ باق ِ..!
والتّرابُ. .. سوفَ يحكيْ بالأصالة
إنّنِي مجدٌ وتاريخٌ عريق ِ..!
سوفَ أبقى صامدا ً رغمَ العوادي
والتّواريخُ ستلفظكمْ .. بُصاق ِ ..!!
وديع القس ـ 8 . 1 . 2016