لليلِ أنسٌ على أجفانِهِ السّمْرِ
و الفجرِ همسٌ على أفنانِهِ البِكْرِ
كم قد تمنّى فؤادُ العشقِ أن يحظى
مِنْ ثغرِهِ الحلوِ, ما بالثغرِ مِنْ سُكْرِ
لا تسأليني لِمَ أو كيفَ أعشقُهُ
فالليلُ خِلّي و فجرُ الملتقى فجري.
إنّ الأمانيَ قد عاشتْ لنشوتِها
تسعى التمتّعَ بالخدّين و الثغْرِ
عيناها أفقٌ و محبوبُ الضياءِ بها
رفقٌ تهدهدَ بالإيماءِ و السّحرِ
لليلِ قلبٌ تهادى في مغانيهِ
يشدو الحنينَ إلى الأوتارِ بالجَهْرِ
و الفجرُ يسقي روابي فتنةٍ غرزتْ
في كلِّ قلبٍ صنوفَ الذلِّ و القَهْرِ
لولاكِ أنتِ و لولا وردُكِ الزّاهي
ما هام شعرٌ بنظمِ الحرفِ و الفِكْرِ
باللهِ ظلّي على ما أنتِ قافيةً
يحلو رنينُها بالإيقاعِ إذ يغري
هذا الصفاءُ أرى في وجهِهِ ذاتي
و الذاتُ تمخرُ بالإبحارِ في يُسْرِ
زيدي ازدهارَكِ إنّ اللهَ كوّنَكِ
أنثى تغرّدُ للأشجانِ و الزّهرِ.