هل أصدقَ الشّعراءُ في وصفِ النبي؟
أم أنّهم وصفوهُ قصدَ تَكَسُّبِ؟
و أخصُّ بالذكرِ النّصارى لأنّهم
لا يؤمنونَ بهِ لواقعِ مذهبِ
و لكي يكونَ الوصفُ موضعَ صدقِهِ
و بلا نكوصِ منافقٍ و مُحَبِّبِ
فعلى المراقبِ أنْ يراجعَ سيرةً
لِ(مُحَمّدٍ) و بلا مواربةِ الغبي
سيرى الحقيقةَ و الأدلّةُ كَثرةٌ
ملأتْ مراجعَ أمّةٍ متى يرغبِ
قتلَ اليهودَ أبادَهم و كذلكمْ
قتلَ الذينَ تجاهلوهُ بمَطلَبِ
فَهَلِ الإبادةُ رحمةٌ و تسامحٌ؟
فلمَ التصعلكُ بالمديحِ و مأدَبِ؟
صورٌ تهزُّ ضميرَ كلِّ مُشاهدٍ
فلماذا يُسكَتُ عنها أو هيَ تُحْجَبِ؟
صورُ البشاعةِ و الفظاعةِ لم تزلْ
كشواهِدَ اختصرتْ جرائمَ مُرْهِبِ
و عنِ اغتصابِهِ و التمتّعِ بالنِّسا
فلهُ المنابرُ و المسارحُ تخطُبِ
قتلَ الرّجالَ لكي يحوزَ نساءَهم
و عنِ المحارمِ ما انثنى بمضارِبِ
نهبَ القبائلَ غازياً و محارِباً
و بِضَرْبِ سيفِهِ للرقابِ بِلا أبِ
أينَ المفرُّ و سيفُ حقدِهِ فاعلٌ؟
لم يسلمِ الشّرفُ الرّفيعُ بِمَهْرَبِ!
جُمَلُ الكلامِ و ما يشاءُ مديحُها
سقطتْ و ما أغناها مدحُ تذَبْذُبِ
سقطتْ لأنّ الحقَّ وِفقَ حقيقةٍ
كشفتْ وقائعَ بالمصائبِ تندُبِ
و لِذا نقولُ بأنّ وصفَكمُ ابتلى
بتزلُّفٍ كَذِبٍ و حِيلةِ ثَعْلَبِ.
تركَ النبيُّ بكلِّ زاويةٍ لهُ
أثراً يُحَدِّثُ عنْ يبابِ خرائبِ
و إذا تقارنُ بينَ فعلِ (مُحَمّدٍ)
و فِعالِ (داعشَ) فالتشابهُ يَقرُبِ
قطعوا الرؤوسَ و دمّرتْ غزواتُهم
روحَ الحضارةِ, و الحقيقةُ تُغْضِبِ!