يا أمّةَ الأوصافِ لا تَعنيني
أوصافُكِ الجوفاءُ أو تشجيني
لا وصفَ مُستوفٍ حدودَ المعنى
فالكُحلُ لا يخفي عيوبَ العينِ.
يا أمّةَ التطبيلِ و التزميرِ
يا أمّةَ التكبيرِ عندَ الدّينِ
هلاّ أعدتِ و استعدتِ الماضي
دَرساً و فحصاً نافعَ التدوينِ؟
لا تُدركينَ الجمعَ مِنْ أغلاطٍ
كانتْ و لا زالتْ بكِ للحينِ
لن ينفعَ التزويقُ و التنميقُ
لن ينفعَ التلميعُ بالتلوينِ
أنتِ على ما أنتِ قد تبقينَ
في حالةٍ تُرثى ليومِ الدّينِ.
هبّي إلى الإصلاحِ و التنويرِ
لا تعملي بالعنفِ بل باللينِ
عُودي عنِ الفكرِ الذي لا يُغني
و استنجدي بالعلمِ لا بالدّينِ
ولّتْ عصورُ الغزوِ و الترهيبِ
كانتْ هِيَ الأسبابُ للتأبينِ
عُودي إلى رشدٍ رشيدٍ يلغي
يوماً نصوصَ العنفِ مِنْ تكوينِ
هذي نصوصٌ أعيَتِ الإنسانَ
و استحدثتْ شَرخاً بقلبِ الكونِ
فيها تجلّى العنفُ بالمضمونِ.