مُصيبةُ العرب
شعر: فؤاد زاديكه
عباقرة الكلامِ بدونِ فِعلِ
فلاسفةٌ على علمٍ بِكُلِّ
هُمُ العربانُ لو أجريتَ بحثاً
عنِ المفعولِ ما جاؤوا بِظِلِّ
هُمُ الأفذاذُ و الأعلامُ لكنْ
سألنا ما مجالاتُ التجلّي؟
كلامٌ فارغٌ لغوٌ و حشوٌ
علومُ ليس فيها ما يُسَلّي
أحاديثُ اجتهاداتٍ و فِقهٌ
"بعلمِ الدين" أو في مَنْ يُصَلّي
علومُ الغربِ فاضتْ في بحارٍ
و زادتْ في عطاءاتٍ و بَذلِ
لأجلِ الكلِّ لا تَفريقَ فيها
و عربانُ انغلاقٍ وِفقَ أصلِ
لديهم هاجسُ التمييزِ ديناً
و ما في دينهم إنتاجُ عِطلِ
لأنَّ الجهلَ معيارُُ لديهم
و ميزانٌ لمردوداتِ شُغْلِ
بأمرِ الدينِ و التفكيرِ فيهِ
و فَصلِ الناسِ في أصلٍ و فَصلِ
علومٌ ساهمتْ في خنقِ فكرٍ
و في حجرٍ على إسهامِ عقلِ
لهم في كلِّ ميدانٍ خصومٌ
لهم أعداؤهم في وهمِ غِلِّ
همُ الأسيادُ و الأخيارُ دوماً
و انجازاتُهم مشروعُ فَحلِ
و أمّا غيرُهم إمّا عدوٌّ
و إمّا كافرٌ يُرمى بِقتلِ
همُ الماضونَ في دربٍ قويمٍ
"بدين اليُسرِ في سَهلٍ و مَهلِ"
و ما في دينهم عُسرٌ و أسرٌ
و عنفٌ خانقٌ ترهيبُ عقلِ
و تحقيرُ النسا فرضٌ عليهم
"بدينِ اللهِ" لا تحظى بِحَلِّ
إذا لم تَسْتَجِبْ للزوجِ يوماً
فإنّ الردَّ مِنْ زوجٍ بِركلِ
و ضَربٍ مُبرحٍ لا بُدَّ منهُ
و "هجرٌ في فراشٍ" دونَ وَصلِ
بهذا هم لهم سبقٌ عظيمٌ
و هذا السّبقُ محسوبٌ بِفَضلِ!
نطقتُ الحقَّ في قومٍ هواهم
مريضٌ واقعٌ في فَخِّ جهلِ
لهم أسبابُهم في نحوِ هذا
عبيدُ الدينِ في حَرمٍ و حِلِّ
بهم أوجاعُ شتّى لا شعورٌ
بها و العمرُ مكتوبٌ بِرَحْلِ
قرونٌ قد مضتْ من دونِ سعيٍ
إلى التغييرِ و الأهوالُ تغلي
متى حَدّثتهم عنْ أيِّ أمرٍ
و موضوعٍ فهم في ذاتِ شكْلِ
علومُ الكونِ تحت الدينِ تجري
بما في رأيهم فالدينُ يُعلي
مقامَ الفكرِ و الإنسانِ لكنْ
بهذا الرأي أفكارُ المُضِلِّ
وجوبُ الفَصلِ لا الخَلطِ ارتقاءٌ
بوعي الناسِ و الأفكارُ تُدلي
بآراءِ انفتاحٍ لا انغلاقٍ
و في منحى ارتكازاتٍ لعَدلِ.