بائعو الشّعر
شعر: فؤاد زاديكه
لن أنظمَ الشّعرَ كي أُرضي بهِ أحَدَا
فالشّعرُ واقعُ إحساسٍ بيَ اتّحدَ
مَنْ ينظمُ الشّعرَ إرضاءًا و تَرضيةً
لن يبلغَ المجدَ في قصدٍ و لن يَجِدَ
وزناً لشعرِهِ إلاّ عندَ مُنتَفِعٍ
لا يفهمُ الشّعرَ لا روحاً و لا جَسَدَا
الشّعرُ موقفُ تعبيرٍ و منطقُهُ
يدعو بكلِّهِ للتصحيحِ مُنتَقِدَا
كي يُظهِرَ الغَثَّ مِمّا في مشاهِدِنا
أو يطرحَ الحلَّ فيما دَرَّ و اجتهَدَ
قد أصبحَ الشّعرُ مَركوباً لمنفعةٍ
للوصفِ يكذبُ مُحتالاً و مُجتَهِدَا
إنّي سأرفعُ راياتي بلا وَجَلٍ
لن أخلفَ العهدَ أو أغتالَ مُعتَقَدَا
هذا المصيرُ لهُ المسعى بلا كَلَلٍ
و الجِدُّ ينهضُ بالأعباءِ مُتَّقِدَا
إنّ المنافقَ في شعرٍ كمنْ قتلَ
حقّاً و أزهقَ مأمولاً و مُعتَمَدَا
لا المالُ يرفعُ مِنْ شعرٍ و شاعرهُ
لا الجاهُ يخلقُ إبداعاً و إنْ حشدَ
كلَّ المواردِ و الطاقاتِ يصرفُها
قد يرسمُ الشكلَ مَخدوعاً بما وَجدَ
هذي المعارفُ و الأصداءُ نافلةٌ
جاءتْ بحينِها وصفاً لن يدومَ غَدَا
يا لوعةَ الشّعرِ تبكي حالَها و بها
صمتٌ يعاتبُ منظوماً لِما شَهِدَ
حزنٌ يُغالبُ قلبَ الشعرِ، يطحنُهُ
خزياً، ليُعلنَ كيفَ النظمُ قد جَحِدَ
إنّ النفاقَ طغى مُستَهدِفاً قيَماً
للشعرِ تزحفُ كي تُرضي هوىً فُقِدَ.