مَوقعُ الأعارب
شعر: فؤاد زاديكه
غابَ التعقُّلُ خلفَ الخوفِ و الغلَبِ
و انجرَّ يزحفُ في بطءٍ و في تَعَبِ
خوفُ انكشافِهِ _ حيثُ الجهلُ أزمتُهُ_
بادٍ، و يشهدُ سُفهُ العقلِ و الأرَبِ
غابَ التعقُّلُ عنْ شَعبٍ بأغلَبِهِ
فانزاحَ يُقسَمُ بالأعراقِ و الشُّعَبِ
شعبُ التخلُّفِ، إنْ حاولتَ معرفةً
لا شكَّ تسقطُ بالأوجاعِ و الكَرَبِ
شعبٌ، تقرّرَ أنْ يبقى بقُمقُمِهِ
يغزو الجهالةَ، معدوماً مِنَ الأدَبِ
لو جئتَ تُعلنُ عمّا في مناقِبِهِ،
لاستلَّ سيفَهُ في عنفٍ و في غضَبِ
يرتاعُ عندما صوتُ الحقِّ يَدهَمُهُ
هزّاً، فيلجأُ للتدجيلِ و الكَذِبِ
كلُّ الشّعوبِ سعتْ للنقدِ، تقصدُهُ
نهجاً و منطقَ تصويبٍ بلا حُجُبِ
إلاّ الأعاربُ دونَ الغيرِ، هم وقعوا
أسرى الغباءِ فلا مَسعىً لِمُنْتَصِبِ
خوفٌ يُكَبِّلُ فِعلَ العقلِ، يُسْقِطُهُ
و الخوفُ أصعبُ مِنْ مُستَفْحِلٍ جَرِبِ.
هذا التفاخرُ بالأنسابِ مهزلةٌ
ما كان يرفعُ مِنْ وزنٍ و مِنْ نَسَبِ
و الفكرُ يُشْدَدُ مأسوراً إلى سَلَفٍ
بالماضي ينهشُ مَخدوعاً، بلا سَبَبِ
خَوفُ الأعاربِ و العُربانِ منشؤهُ
خُبثٌ يُعَشِّشُ في فِكرٍ و في الهُدُبِ
خوفٌ سيجعلُ مِنْ ماضيهمُ أجلاً
يقضي بحكمِهِ، و الأحكامُ في لَعِبِ
شمسُ المعارفِ في غربٍ مشارقُها
و الشّرقُ أغربَ في شمسٍ بِمُنْقَلَبِ
قُلْ للأعاربِ، يا قوماً و شرذمةً
ماذا سينتجُ عن وصفٍ و عنْ لقَبِ؟
هبّوا لنجدةِ ما فيكمْ مِنَ الكسلِ
إنّ الحقيقةَ لا تَخفى على العرَبِ
لكنْ، ليعلمَ كلُّ الناسِ و الأممِ
أنّ التحضُّرَ مكتوبٌ لابنِ أبِ
أدّى انفتاحُهُ _ مصحوباً بحكمتِهِ
في ظلِّ وعيهِ _ للإبداعِ و الطلَبِ
شعبُ الحياةِ بما أغنى معارفَنا
مِنْ فيضِ علمِهِ و استنتاجِهِ النَجِبِ
إنّي أُمَجِّدُ هذا الدفعَ، أنظرُهُ
مجداً يُسابقُ، لا يهتمُّ بالرُّتَبِ
فيما الأعاربُ لا فَضلٌ لأمّتهِمْ
ظلّوا بموقعِ ما المعروفُ بالذنَبِ.