شرقُ الأعاربِ
شعر: فؤاد زاديكه
تبكي الحروفُ على ما يفعلُ الجاني
و النفسُ تجهشُ مِنْ سقمٍ و خِلاّني
قد أظلمَ الشّرقُ باستفحالِ أوبئةٍ
مِنْ زحمةِ الجهلِ، باستغلالِ أوطانِ
إنَّ الجحيمَ، كما نلقاهُ مُجتمعاً
يغلي بمرجلِ إعصارٍ و بركانِ
في كلِّ كتلةِ نارٍ، مشهدٌ لِدَمٍ
يجري، و يُسفَكُ في إثمٍ و عدوانِ
شرقُ الأعاربِ ممسوخٌ بعقدتهم
نهجُ الخديعةِ و استنفارُ غلمانِ
شرقٌ تراكمَ أهواءً مُدَمِّرةً
و الفكرُ يعصفُ مولوداً بأحزانِ
شرقُ المتاعبِ بالإرهابِ مُتَّشِحٌ
فكرٌ تشرَّبَ مِن خُبثٍ و شيطانِ
جابَ العوالمَ، يطغى مجرماً وَقِحاً
يسعى التسلّطَ مدعوماً بقرآنِ
فكرٌ تسبّبَ في مأساةِ واقعِهِ
يخفي بجوفِهِ أنياباً لحيتانِ
ماضٍ تثاءبَ مخموراً، و رغبتُهُ
في أنْ يحطِّمَ ما يسمو بإنسانِ
قَيحُ التخلّفِ، و استقياءُ مَبْغَضةٍ
أرخى بلؤمهِ، مصبوغاً بألوانِ
ليلُ السّوادِ بهِ، و الليلُ مَشْرِقُهُ
و الأفكُ مصدرُهُ، ينحو لشطآنِ
شرقُ الأعاربِ غربٌ مظلِمٌ و بهِ
هَولُ المصائبِ، و استخصابُ أوثانِ
ننعي المناهجَ في أسلوبِها، فبها
فكرُ النجاسةِ مَخبوزاً بأدرانِ
نهجٌ يُمَزِّقُ قلبَ العدلِ، يدفنُهُ
ظلماً، و يمسخُ وجهَ الحقِّ بالفاني
أمرٌ، و يظهرُ ما في منتهى أجَلٍ
ما جاءَ ينكرُ خبثَ الأمرِ إثنانِ.