أنتِ الوجودُ
بقلم: فؤاد زاديكه
هاجرتُ إلى مدائنَ بعيدة
فرأيتُكِ فيها شمساً
و رأيتُكِ فيها قمراً
و زهوراً و حدائقَ و أدغالاً
و سمعتُكِ همساً رقيقاً
و خريراً يشمخُ بكبرياء الانحدارِ
عرفتُكِ سماءًا متواضعةً
و ألقاً بديعاً
لا يفترُ عنِ الابتسام
أحسستُكِ نبضاً
في عروقِ الزمن
و دَفقاً حبيباً
في مسامِ الشّجر
فكتبتُكِ قصيدةً
رسمتُكِ لوناً
منحتُكِ حبّاً
تقلّدَ أوسمةَ الوفاء
ليغدو أسطورةً
في فلسفة الحبّ
و معارف العطاء
بك أختصرُ مسافاتِ العمر
و أتجاوزُ مراحلَ العبور
أكتشفُ هويّةَ ذاتي
و أطمح كي تكوني لي
في زحمة الحياةِ فرجاً
و في مواسمِ العمر راحةً
حيثُ لا اغترابَ
و لا انحسار
و لا اكتئابَ
يخلقُهُ حصار
عيناكِ خيمتي
و صدرُكِ وشاحي
شفتاكِ ترنيمتي
و سحرُكِ منفاي
شعوري بفرح اللحظةِ
لا يكونُ إلاّ بكِ و معكِ
فأنت أمني و أماني
و أنت راحتي و سكوني
و أنت سببُ جنوني
أن تكوني أو لا تكوني
فتلك مسألةٌ تخصُّ شجوني
حتى و لو كانت تؤدي
إلى جنوني
فأنا أعشقها ناراً
كما أعشقها سلاماً
فالنعيمُ أنتِ
و الشجنُ أنتِ
و الوجودُ أنتِ
يا حبيبةَ عشقي
و طريدةَ شوقي
مزماري العازفُ
لا يحلو صوتهُ
إلاّ حين يغنّي لك
و يشدو باسمكِ
تراتيل مشاعره
و أنّاتِ أحاسيسه.