عشقُ الجواري
شعر: فؤاد زاديكه
يحارُ المرءُ في عشقِ الجواري
عليهنّ اشتدادُ العشقِ جاري
يُمارسنَ الوصالَ بكلِّ فنٍّ
لديهنّ اختباراتُ المسارِ
حديثٌ ليّنٌ حيناً و حيناً
لذيذُ الغَنجِ يأتي بانبهارِ
و في ما تعرضُ الأجسادُ سحرٌ
شقيٌّ قد يؤدّي لانهيارِ
نهودٌ راقصاتٌ خلفَ سِتْرٍ
و يبدو السترُ منْ دونِ الستارِ
لهيبٌ مُشعِلٌ في القلبِ ناراً
فلا يخبو لهيبُ الاستعارِ
متى القاماتُ لاحتْ بانتصابٍ
و جاءتْ رقصها المُغري بدارِ
كحوريّاتِ عَدنٍ أو غوانٍ
أطاحتْ أطاحتْ دونَ إذنٍ بالإزارِ
شُغافُ العقلِ يرديهِ ارتعاشٌ
مُباحٌ بافتتانٍ لا يُداري
جنونَ الناظرينَ إليها عشقاً
و قد ظلّتْ على ذاتِ المسارِ
تَزيدُ الغنجَ إغراءًا مُثيراً
و كأسُ الخمرِ ساقٍ للنهارِ
فليلُ الشّعرِ مَوصولٌ بفجرٍ
و فجرُ الصبحِ آتٍ بانصهارِ
تعالتْ رنّةُ الآهاتِ تحكي
نعيمَ الأنسِ في أحلى ابتكارِ
مغاني جارياتِ الحسنِ زفّتْ
سرايا العشقِ منْ طارٍ لِطارِ
كأنّ العشقَ أمسى من حديثٍ
لهاتيكَ الجواري و السّراري
يلذ الوصلُ باستكمالِ كأسٍ
شديدِ الوَقعِ يُودي بالكبارِ
جواري في تراثِ العشقِ كُنَّ
ملاذَ النفسِ في نيلِ القرارِ
فلا الدينارُ أرخى منها عزماً
و لا وقعٌ لوصلٍ ذي اعتبارِ.