القاضي الظالم
يا مُشعِلاً وجعَ الغرامِ فؤاديا
و مُبدّلاً شغفي تشاءُ تَعاليا
كتب الزمانُ سطورَهُ بمرارةٍ
و لقد شربتُ كؤوسَ مُرِّهِ باكيا
تركَ انطباعَ مشاعرٍ و تلهّفٍ
و عزاءُ قلبيَ أنْ ستَخَلُدَ باقيا
يا موقِداً ألمي و نزعةَ شوقِهِ
و تقلّباً عصفَ المواجعَ شاديا
أملي الوصولُ إلى محطّةِ راحةٍ
و بها سأعرفُ كيفَ أبلغُ واديا
جمعَ استحالةَ أنْ أفوزَ بعطفِهِ
فلقد عرفتُهُ لا أريدُهُ واليا
قصفَ المشاعرَ و العواطفَ جملةً
فأرى المكانَ و ما يحيطُهُ خاليا
أملي تسرّبَ مِنْ إناءِ مواجعي
و جرى يُرافقُ ما بنفسيَ هاديا
فإلى متى يقفُ الزمانُ موارِباً؟
و إلى متى يقفُ التوجّسُ عاريا؟
صدقَ المُعبِّرُ عن قناعةِ عالِمٍ
درسَ المعالمَ و العوالمَ وافيا
فرأى بأنّكَ لن تعيشَ هناءةً
و رأى تظلّمَ ما أتيتَهُ قاضيا.