وَقعُ الحنين
ما شعورُ المرءِ إنْ فاضَ الحنينُ
جامحاً و النفسُ يحنيها الحنينُ؟
بالحنينِ المُرتجى مِنْ عشقِ نفسٍ
روحُ اشواقٍ لها السّبقُ المُبينُ
تجعلُ الإنسانَ مشدوداً إليها
باحثاً عمّا بهِ الحلُّ الأمينُ
كي يُريحَ النفسَ مِنْ هَولِ انتظارٍ
مُوجعٍ, و الهَولُ بالمُرضي ضنينُ
في شعورِ الشّوقِ إبحارٌ عميقٌ
في خِضمِّ الفكرِ تُغريهِ الشجونُ
ثمّ تَطغى لحظةً أمواجُ شأنٍ
فيهِ بعضٌ ممّا تسعاهُ الشؤونُ
قُلْ لِمَنْ نامَ انتظاراً و اعتراهُ
وَهنُ أوجاعٍ تعاطتْهُ الظنونُ
إنّ بثَّ الشوقِ مِنْ نجوى فؤادٍ
مُبلِغٌ عمّا رمَتْ منها السنونُ
مِنْ أذى أحمالِها و النفسُ تشقى
هل لها بالمنتهى مَن قد يعينُ؟
في مسيرِ الشوقِ ساعاتُ احتراقٍ
أرهقتْ نفساً و ذا الحقُّ اليقينُ
فالحنينُ المُنتشي من نبضِ قلبٍ
والغٌ في سطوهِ لا يستكينُ
موجعٌ لا يَخفي آثارَ انتصارٍ
جاءَها و النفسُ في قَهرٍ تكونُ.
يا حنينَ الفهمِ و المفهومِ دعنا
مِنْ تجنّيكَ الذي فيه الجنونُ.