ما بالطلاءِ فوائدُ
مهما دهنتَ الوجهَ لنْ تتغيّرَ
فاعمَلْ بما للنفسِ يُبهِجُ مظهرَا
ما النفعُ إنْ لمعتْ وجوهُنا فتنةً
تُغري و داخلُنا البغيضةُ ما يُرى؟
نَظِّفْ ضميرَكَ و السّلوكَ و منطقاً
و العقلَ مُنفتِحاً لتكسبَ أكثَرَ
إنّ التظاهرَ بالمظاهرِ فارغٌ
معنىً و لن تلقاهُ إلاّ تبخّرَ
نطلي وجوهَنا حتّى نخدعَ غيرَنا
و بِذا نخادعُ نفسَنا و كذا الورى
و إذا طلينا الفكرَ نستُرُ عيبَهُ
فوحقِّ حقِّ الحقِّ نفعلُ مُنْكَرَا
و لذا توجّبَ أنْ نوجِّهَ نقدَنا
لأساسِ فكرٍ قد تجمّدَ أدهُرَا
فمتى جنحنا عنِ انتقادِهِ ريبةً
و خديعةً فبذا نمارسُ أخطَرَا
و بِذا نظلُّ على مدارِجِ جَهلِنا
مُتنكّرينَ لواقِعٍ تَعِسٍ سرى
لعقودِ أزمنةٍ يكرّرُ نفسَهُ
فقدَ المعانيَ و الأساسَ و جوهَرَا
ما بالطلاءِ فوائدٌ و منافعٌ
فاسعوا إلى التغييرِ كي نتطوّرَ.