في دَوحةِ الشّعر
في دوحةِ الشّعرِ يحلو الهمسُ و النغَمُ
و الفكرُ يُبدِعُ منهُ الحِلْمُ و الحِكَمُ
و الجدولُ العذبُ مِنْ ينبوعِ قافيةٍ
يحنو بلينِهِ و الأعطافُ تبتسمُ
تشدو البلابلُ أنغامَ الهوى طَرَباً
و السّحرُ يخطرُ في عذبٍ و يقتحمُ
قلبَ المجرّةِ سبّاقاً إلى دَلَعٍ
و الحرفُ يُدرِكُ إبداعاً فيلتحمُ
في ظلِّ فَيئِهِ أحلامٌ تشاطرُنا
مهوى ارتعاشِنا بالإقبالِ تلتئمُ.
في دوحةِ الشّعرِ أسرارٌ تنادمنا
شوقاً يغازلُ ما فينا و ينسجمُ
بَوحُ القصيدِ به الأنفاسُ مُشبَعَةٌ
بالحبِّ تسرحُ حيثُ الشّمسُ و النُجُمُ
بَوحٌ يُؤَصِّلُ وجدَ النفسِ يضرمُها
و الوجدُ يفعلُ في الوجدانِ يحتدمُ
بَوحُ المقاصدِ في غاياتِ نشوتِها
يعلو التنهُّدُ و الآهاتُ و الكَلِمُ
في كلِّ بقعةِ ضوءٍ مِنْ بشارتِها
حُسنٌ يُوَحِّدُ ما في القلبِ مُنقَسِمُ.
يا دوحةَ الشّعرِ زِيدي شجوَ أغنيتي
فالشجوُ يُسْعِدُ بالأشجانِ يعتصِمُ
تختالُ أحرفُ أشعاري على ثَقَةٍ
و الفكرُ يُلِهمُ منها الروحَ يغتَنِمُ
مِنْ كلِّ فُرصَةِ عشقٍ لحظةً و بها
تسمو المشاعرُ عندَ الوصفِ تُخْتَتَمُ.