[Bassam]

الأخ قسطنطين

لا أحد ينكر أن رجال الدين في سوريا اعتادوا على ترديد عبارات المديح للحكومة وهذا يعرفه الكبير والصغير وأزيدك من الشعر بيتاً بأنهم من أجل مسايرة النهج البعثي جعلوا السريان عرباً .

ولا نلومهم بل نلوم الشعب عندما يطلب أو يتوقع منهم أن يشاركوا في السياسة ويصدروا مواقف سياسية وهذا غير مطلوب منهم وليس بالأساس دورهم وإذا كان لا بد من أن يتداخل دورهم الروحي الديني مع الشؤون السياسية فاقصى ماهو مطلوب منهم هو ترسيخ قيم المحبة والتعايش السلمي والدعوة الى الحوار حين الحاجة إليه لا الاصطفاف خلف طرف بذاته.

لكن مع تهميش وتغييب أي تنظيم سياسي يمثل المسيحيين لا بد من أن يرى الناس في رجال الين منظريين سياسيين أيضاً ولهذا وجدنا في الرؤية التي طرحها نيافة المطران يوحنا شيئاً يستحق الوقوف عنده والرجل مشهود له بالكفاءة والقدرة ولو قرأت الرؤية التي كتبها بروية ودون أحكام مسبقة لوجدت أنه يمسك العصا من المنتصف تماماً منطلقاً من إدراكه بأن سوريا اليوم وغداً لم تعد تشبه سوريا الأمس أبداً ولذا تجده يقول في خروج عن المألوف :

فإننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى رؤية وطنية، تلخص طموحات الأمة، وتحقق مطالبها في الإصلاح الشامل، بمعناه الواسع فكرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، بمناخ من الحريات العامة، التي تضمن وصولنا إلى حقيقة خيار شعوبنا لمستقبلها على كل الصعد.

لا اخفيك أني اندهشت أن يصدر بيان بهذا الشكل عن المطران يوحنا في هذا الظرف وليس فيه كما تعودنا عبارات التبجيل والتهليل والتبعية المعروفة ولك أن تقارن رؤيته مثلاً مع المقالة التي كتبها نيافة المطران متى روهم قبل أيام بعنوان " عاشت سورية حرَّة أبيَّة "
http://www.gazire.com/cms/news-action-show-id-5537.htm
وتقارن بنفسك طريقة التعاطي مع الحدث السوري.


هذا ما يعنيني من الموضوع أما تفاصيل خلافة البطريرك وقدراته فذلك شأن آخر ليس هنا مكان الخوض فيه.





الأخ فؤاد

ومن اتهمك بالخوف ؟

على العكس لعلمنا أن سقف الحرية في موقعك عالٍ جداً كعلو الحس الوطني لديك وهذا أمر نعول عليه كثيراً من أجل تشجيع شعبنا الذي أدمن مسألة الحيط الحيط على الابتعاد رويداً رويداً عن هذا الحيط الذي وقع ومازال يقع على على شعبنا المسيحي في الشرق .

نريد معك ومن خلالك أن يبدأ شعبنا بإدراك أن الصوت العالي فقط يُمكن سماعه وأن شعوباً كثيرة سبقتنا وتجاوزت ما زال كثيرون في شعبنا يعتبرونه تابوهات ولذلك نبشر اولئك الذين يقبعون في الماضي بمزيد من التهميش والتجاهل لحقوق أقلياتنا في الشرق .


بالعودة الى الحدث السوري فإنك تطالب من خلال مداخلتك يا أستاذ فؤاد بدولة مدنية علمانية ذات نظام برلماني تعددي ديمقراطي وهذا ما يتمناه بتصوري كل سوري عاقل حر ونزيه لكني اتصور أنك تتفق معي أن هذا الأمر يحتاج الى تدرّج ؟ أو ما يُعرف بالانتقال السلس ؟


هل ترى إمكانية أو فرصة لحدوث مثل هذا الانتقال في سوريا ؟

هل هناك مراحل زمنية لحدوث هذا الانتقال أم هو فوري ؟

ماهي بتصورك الآليات الضامنة لحدوث انتقال منشود كهذا ؟



شكراً لسعة صدرك واتطلع لقراءة افكارك فيما ورد.


تحياتي