اِعتصاماتٌ و ثوراتُ الغضبْ
غيّرتْ أوضاعَ أوطانِ العربْ
فيها منْ قهرٍ و منْ ظلمٍ غلَبْ
واقعَ الإنسانِ, أضحى غائصاً
في متاهاتٍ ليأسٍ قد ضرّبْ
في نفوسِ النّاسِ أطناباً لهُ,
غلغلتْ خوفاً و أشكالَ التّعَبْ.
ها همُ الحكّامُ في أحكامِهمْ,
انتفى عدلٌ, فلمْ يبقَ سبَبْ
أنْ يظلّوا اليومَ في عدوانِهم,
يخنقونَ الشّعبَ, يكويهِ اللّهَبْ.
حاكمٌ, و الأمرُ عنفٌ مجرمٌ
لا يخافُ اللهَ في ما يرتَكِبْ.
إنّ ما يجري انتفاضٌ عادلٌ
كي ينالَ الشّعبُ حقّاً قد سُلِبْ
حقُّهُ يحيا كريماً ماجداً,
مطمئناً للمصيرِ المُرْتَقَبْ.
خوفُهُ مِنْ بَطشٍ حكّامٍ لهُ,
لم يعدْ يخفى, لقد فاقَ السّحُبْ
في وجوهِ الظلمِ, ملّتْ مِنْ خُطَبْ
لسنا نستثني زعيماً واحداً,
بالذي قلنا لحكّامِ العربْ
لسنا نستثني زعيماً واحداً,
كلُّهم قد نالهم داءُ الكَلَبْ
كلّهم ظُلاّمُ شعبٍ, همّهم
نَهبُ خيراتٍ, و تَرويعُ النُّخَبْ
كي يظلَّ الخوفُ سلطاناً على
واقعِ الأحداثِ, تصطكُّ الرُّكَبْ.
أخرجوا, هبّوا, فلا حرّيّةٌ
سوفَ تُعطى, بل لها الأخذُ وَجَبْ.