الشّعرُ أروعُ ما في الكونِ إنْ نشرَ
بَوحَ الجمالِ هوىً, فاختالَ و انهمرَ
منهُ البيانُ على الأسماعِ قافيةً
و اشتاقَ ينزعُ عنْ أوتارِهِ الخفرَ
لا شكَّ تملأُ هذا الكونَ بهجتُهُ
حُسناً يُداعبُ ذاكَ العودَ و الوترَ
ينصبُّ وَقعُهُ في الأعماقِ, يغمرُها
عشقاً ينادمُ وجهَ السّحرِ و القمرَ
و الوزنُ ينظمُ في موّالِهِ نغماً
تهوى البلابلُ أنْ تأتيهِ مؤتمرَ.
الشّعرُ يُبدعُ, حينَ البَوحُ يصهرُهُ
صوتاً تفجّرَ, أو صمتاً حنا نظرَا
السّحرُ يُنشئُ من ألفاظِهِ جملاً
تُحيي المشاعرَ, تأتي الأنسَ و السّمرَ
فيما يُجَدّدُ نبضَ الحرفِ دورتَهُ
في موكبِ الألقِ المنشودِ, إذْ حضرَ.
الشّعرُ يخلقُ مِنْ أحلامِنا فرحاً
و العشقُ يجعلُ تَحليقاً لهُ سَفَرَا.
هذي المراسمُ, زادَ الشّعرُ مَوكِبَها
في روعةً صدَحتْ أصداؤها أثَرَا.