لا أعرف لماذا لم يتطرق الأستاذ نبيل إلى تدمير سورية و إيران للعراق و تخريبهما للوفاق اللبناني و استمرارهما في تأزيم الوضع في كلّ من لبنان و غزّة؟ و كيف لم يتطرّق إلى تخلّي سورية عن المطالبة بلواء اسكندرون و حذفه من كل المناهج الدراسية في سورية من جراء تهديد تركي باجتياح سورية و احتلال الجزيرة السورية أيام أزمة أوجلان؟ ثم لم يفسّر لنا معنى المقاومة و الممانعة التي تتاجر بها سورية على مدى سنوات و هي لم تطلق رصاصة واحدة من حدودها على إسرائيل؟ علماً بأن إسرائيل هاجمت مواقع سورية في أكثر من مرة و مكان. نحن لسنا ضد سورية بل نحبها و نريد لها الخير، لكن بلد بدون حرية و كرامة لمواطنيه تحت ظل أحكام جائرة و تعسفية بغياب دولة المؤسسات و القانون في ظل أحكام عرفية و قانون طوارئ. كيف الوضع هو بخير و بثينة شعبان و الرئيس الأسد يقولان بأن الوضع ليس بخير و أنه يجب القيام بإصلاحات؟ إذا كان الوضع في سورية بخير فما الداعي لإجراء إصلاحات يا أستاذ نبيل؟ في سورية مليونا بعثي يعيشون بخير و رفاهية و 15 مليون غير بعثي يعيشون القهر و الغبن و الظلم. أنا لست كمواطن سوري في المهجر ضد النظام، لكني ضد ممارسات هذا النظام، التي أنهكت المواطن و صارت كلمة مواطن تعني بعثي و كل من هو غير بعثي يتهم بالتآمر و الخيانة و غيرها من تلفيقات النظام المعروفة. أنا أتكلم معك كسوري أحرص على مصلحة بلدي و ليس من الضروري أن أحرص على مصلحة الحزب الحاكم. لقد فصلتُ من عملي كمعلم ابتدائي لأسباب سياسية، و عانيت لسنوات من القهر و الظلم و الضغوط. أين حرية المواطن في الاختيار؟ أم علينا أن نكذب لكي ننال رضا السلطة؟ الحكم في سورية غير عادل و هو يحتاج إلى تغيير كبير و إلى التخلي عن أسلوب الابتعاد عن المواطن. الشعب هو الذي يجب أن يكون السلطة و الواقع هو غير ذلك، الشعب يخدم القائد في العالم العربي و هذه المعادلة غير أخلاقية و غير عادلة، فكرة المؤامرة و التخوين و توجيه الاتهامات لجهات خارجية عندما يريد الشعب التعبير عن رأيه، انتهى موسمها، تغيرت الظروف و إذا أصمّ الرئيس بشّار سمعه عما قاله له أردوغان، فهو قد يخسر كل شيء. ليس بإمكان أي زعيم أن يبيد كل الشعب، و لعل ما يجري الآن في ليبيا هو خير شاهد و دليل. على سورية أن تعطي الحريات و تلغي قانون الطوارئ و تفصل القضاء عن السياسة و أن تحقق العدالة الاجتماعية. هل ترى عدلا في إضافة علامات لكل حزبي يحصل على البكالوريا لكي يتسنى له أن يدرس في الخارج حتى و إن كان لا يستحق ذلك؟ يجب تحرير الجيش و التعليم من سلطة الحزب الحاكم و عدم تشييعه لسياسة الدولة. هناك أمور كثيرة يجب أن تقوم بها سورية لكي يفتخر المواطن السوري في الداخل و الخارج بأنه سوري و يشرفه أن ينتسب لهذه الدولة الحرة و الديمقراطية. قلوبنا مع سورية و شعب سورية. نريد الحرية و الكرامة. أريد أن أزور سورية و ألا يتم اعتقالي على سبيل المثال لكوني أملك وجهة نظر أخرى. حبي لسورية لا يقل عن حبك لها يا أستاذ نبيل، لكني قد أختلف معك في الرؤية و هذا أمر طبيعي و لن يجعل خلافا بيننا.
__________________
fouad.hanna@online.de
|