قلتِ افترقنا, فكانتْ صدمةٌ كبرى
أدمتْ فؤادي, و زادتْ لوعتي هجرا
قلتِ افترقنا, فكانَ الواقعُ المُرُّ.
أنتِ انتهجتِ الأذى و الصدَّ و الهجرَ.
قلتِ افترقنا, و ما لي بالذي جئتِ
ذَنبٌ أكيدٌ, فلا تستهلكي عُذرا.
حاولتُ دوماً, أَفِي بالعهدِ من حبّي
أرجوكِ ردّي, عسى أستوعبُ الأمرَ.
إنّي حزينٌ, و قلبي من معاناةٍ
قد صارَ عبداً ضعيفاً, يركبُ البحرَ
و الخوفُ موجٌ مُريعٌ, إنّي أخشاهُ
أخفقتُ مسعىً, فلم أُدرِكْ لكِ السرّ.
أمّلتُ نفسي بأحلامٍ, و قد طارتْ
أحلامُ عمري, و ضاعتْ و انتهتْ أمرا
أمّلتُ قلبي بأفراحٍ و إسعادٍ,
أسكرتِ قلبي, و لم أشربْ بكِ الخمرَ.
أمضيتُ عمراً, أداري وهمَ أهوائي,
ما نِلتُ شيئاً, و لم أحضنْ لكِ الخَصر.
الهجرُ ألقى بمرساةٍ على شطّي,
و الدمعُ نَزفٌ, و قد أجرى لهُ المجرى.