دَعوا الأحداثَ في لِبسِ السّوادِ
على الأقباطِ, أسرى الاضطهادِ
لقد فاضتْ عيونٌ بالدموعِ,
و صارُ الجرحُ في عُمقٍ كوادي.
أعانَ الربُّ أقباطاً لمصرَ,
ضحايا الظلمِ و الحقدِ المُعادي.
دَعوا الأحداثَ تحكي بامتيازٍ
عنِ الإسلامِ في هذي البلادِ.
سبيلُ العنفِ مِنْ أيّامِ (عمرو)
و نَهجُ القتلِ, يدعو للجهادِ
شعورٌ مُحبِطٌ, فالحزنُ أضحى
مُعاشاً كلَّ يومٍ بازديادِ.
سيبقى الوضعُ محكوماً بأمرٍ
و يبقى الأمرُ في تلكَ الأيادي
لتأتي القتلَ و الإجرامَ فتكاً
بشعبٍ آمِنٍ, "سَهلِ القِيادِ"
دَعوا الأحداثَ تحكي عن همومٍ
لهذا الشّعبِ, مِن دون العبادِ.
أذلّوا عزّةَ الأقباطِ, صبّوا
عليهم نارَ عنفٍ و اضطهادِ
فزادَ الكيلُ عنْ حدٍّ, و صارتْ
ذئابُ الحقدِ تسعى لاصطيادِ
دماءٌ سُيّلتْ مِنْ دونِ ذنبٍ,
و يجري سَفكُها, وِفقَ اعتمادِ.
على حالٍ لهُ, حالِ الحِدادِ
إلى أن يفعلوا شيئاً رشيداً,
بِفَصلِ الدينِ, في مسعى الرّشادِ.
نظامُ الحكمِ لم يسلكْ صحيحاً,
و لم يبقى على وَضعِ الحيادِ
فقد أرخى لإجرامٍ عِقالاً,
و غضَّ الطرفَ عن هذا الفسادِ.
فإمّا أن يسودَ العدلُ مصرَ,
و إمّا البتُّ في وَضعِ اتّحادِ
ملايينٌ مِنَ الأقباطِ فيها
لهم في العيشِ حقُّ الاعتقادِ.
ستغدو مصرُ للأقباطِ يوماً,
كما كانتْ, و هذا بالمُرادِ.