ثبوتُ نون النسوة
تحيّة للشاعرة نازك الملائكة التي خرجت عن بحور الفراهيدي و كسرت القيد بتحرير القصيدة ’ لتنتصر نون النسوة
خرجتِ مِنْ بيوتِ العنكبوتِ
و هم شاءوكِ عمراً أنْ تَصُوتي.
تجاوزتِ القوافي نُونَ أنثى،
أرَدْتِ أنْ تُرِي معنى الثبوتِ
جموعاً شرّعتْ قانونَ ظلمٍ،
ذكوراً أشعلوا ليلَ اليخُوتِ
مَلذاتِ انتشاءٍ، حاصروكِ،
لِتَبْقَي باعتماداتٍ لِقُوتِ
على هذا " الأنا" المخمورِ فخراً،
فأنتِ قدْ خُلِقتِ "كي تَموتي"
خرجتِ و انتصرتِ دونَ خَوفٍ
نزعتِ عنكِ أوراقاً لِتُوتِ
أرادوها غطاءً كي تظلّي
أثاثاً عندهم، ضِمنَ البيوتِ.
خرجتِ. قلتِ لا. أعلنتِ رَفضاً،
و هم شاءوا، تعيشي للسّكوتِ
هنيئاً نونَ نِسوانٍ، فأنتِ
رفضتِ أن تظلّي للتُخوتِ!
لكِ مِنْ قوّةٍ، ما ليس يقوى
عليها أيُّ تذكيرٍ مَقيتِ
خرجتِ، إذ تحدّيتِ (خليلاً)
و أنتِ (نازكُ) الأنثى، ففُوتي
إلى ما في رحابِ الشّعرِ، شعراً
طليقَ النّونِ، في أقوى ثُبوتِ.