لبنانُ الضحيّة
إنّي أؤبِّنُ بالأحزانِ لُبنانا
حجمُ المُصيبةِ صار اليومَ بُركانا
كلٌّ يُقَلِّبُ في أوراقِ لُعبَتِهِ
كَسبا، ليبقى بذا لبنانُ خَسرانا.
إنّي أؤبِّنُ تاريخاً و فلسفةً
كانا بوقتٍ مِنَ الأوقاتِ عنوانا
كانا لفخرٍ و أمجادٍ، و قد صارا
في عَصرِ ضَعفٍ لهُ عِبئاً و أحزانا
مِنْ قبلُ كانتْ لهُ وجهٌ و قدْ غابتْ.
لبنانُ أمسى صريعَ السّاسةِ الآنَ.
يا ويحَ قلبي، أرى لبنانَ مَذبوحاً
في كلِّ دَربٍ ترى جرذاً و فئرانا
يا ويحَ قلبي أرى لبنانَ مأكولاً
في كلّ حيٍّ ترى ذئباً و ثعبانا
يا ويحَ قلبي أرى لبنانَ مأموراً
إنْ شاءَ عارضَ, جاءَ الحقدُ عدوانا.
آمنتُ يوماً بلبنانَ الذي كانَ،
ما عادَ يغري بخيرٍ مثلما كانَ
الغدرُ يسرحُ في لبنانَ يُؤذيهِ
و الشّرُّ يرسمُ أشكالاً و ألوانا
أيدٍ تُخَطِّطُ كي تغتالَ تاريخاً
تستنهضُ الشّرَّ أزلاماً و أعوانا
يا ربّي اِحمِ بعينِ العطفِ لبنانَ
إنَّ المخاطرَ سَنّتْ منها أسنانا.