إلى كلّ سرياني شريف
بقلم: فؤاد زاديكه
إخوتي و أخواتي أبناء الأمة السريانية الأفاضل و الغيارى على مصلحتها و على وجوب أن تبقى بعيدة عن متناول أياد غير أمينة أو غير قادرة على إدارة شئونها, أو على الأقل على عدم مقدرتها القيام بالمهمة الموكلة إليها. لقد بلغني قبل قليل من مصادر موثوقة من سوريويو سات, بأن هناك أشخاصاً يحاولون اللعب بمصالح الأمة, أو على الأقل قيامهم بمساعٍ تخنق كلّ مسعى يهدف إلى الرقي و التقدم و النجاح لقناة سوريويو سات.
كلّنا استمع و استمتع بالبرنامج الديني الرائع ( أسئلة عن الإنجيل) الذي كانت تقدمه مشكورة الأخت منى بطرس و بجهد فردي منها, حشدت دعما قويا من زوجها و أبنائها و بناتها, لكي يقدموا عملاً مميزاً و مفيدا. لقد نجح البرنامج و تقاربت القلوب السريانية على اختلاف مشاربها و انتماءاتها الكنسية و القومية. و كان في ذلك نصر أكيد و تطور جديد لم يحصل من قبل.
انتهى البرنامج, كما أرادت له الأخت منى و كما تمنى جميع الذين لاحقوه على شاشة قناتنا السريانية سوريويو سات. كانت الفرحة كبيرة و كانت الوعود كبيرة, لكن الذي حصل كان غير معقول و لا مقبول البتة, و هو لا ينبع من شعور بالحرص على المصلحة القومية لأمتنا السريانية, بل هو ينبع من غرور أحمق و من تصرف فردي قام و يقوم به القائم على إدارة هذه القناة.
الكلّ تمنّى أن تكتمل الفرحة باكتمال البرنامج من خلال توزيع الجوائز التي أعلن عنها, إنّ الجوائز و هي ساعات, وصلت من فرنسا منذ فترة من السيد الفاضل سليمان آكتاش, لكنّ الشخص المسئول عن القناة منع من أن يتم إكمال البرنامج لكي يتم توزيع الجوائز على الفريقين الفائزين, و هما الفريق الأول من سريان كنيسة مار متى و مار بهنان و الفريق الثاني الذي هو من كنيسة الكلدان مار آدايو ماري. ماذا سيحكي الناس على الأخت منى بطرس و هي التي قدمت كثيرا من أجل إنجاح هذا البرنامج و قد نجح بالفعل؟ ألا يُقال عنها بأنها وعدت و لم توفِ فكذبت؟ إنها تحاول جهدها إقناع هذا المسئول (غير المسئول) من أجل موافقته على إتمام الخطوة الثانية من البرنامج, غير أنه يختلق الأعذار و يتشدق بأسباب واهية يخلقها فكره المريض, لكي لا يدع الفرحة تعمّ أبناء شعبنا, فيصدم إرادة الأخت منى و يقهر معنوياتها محاولا تطويعها لرغبة لا أحد يدري ما هي و ما هو الدافع من ورائها.. ما الذي سيقوله الأطفال أيها السيد المسئول (غير المسئول) عن هذه القناة؟ متى شعر الأولاد و هم في مثل هذه السن بالإحباط فأي جيل واثق من نفسه سيكون لأمتك السريانية أيها السيد الكريم و الذي لا أريد أن أعلن عن اسمه فهو معروف من قبل الجميع؟ إن عدم توزيع الجوائز سيكون وصمة عار في جبينك أيها السيد القائم على إدارة قناة سوريويو سات. إنّ أية مبررات لا موجب لها فنحن نتعامل مع أولاد هم أساس الجيل الصاعد لهذه الأمة, و علينا أن نعي و نفهم مشاعرهم و نتعاطى مع ميولهم و همومهم بما يحقق لهم نموّاً صحيّاً و معافىً.
كانت الأخت منى بطرس أعدت برنامجا بعنوان (قضايا و حلول) تحاول من خلاله تسليط الضوء على بعض المشاكل القائمة في مجتمعنا السرياني و بين الأسر و العائلات و الشباب, منطلقة من حلول من روح نصوص الكتاب المقدس بحضور و استشارة و توجيه رجال دين و آباء كهنة يتم استضافتهم للنقاش معهم و قراءة أفكارهم و الاستماع إلى نصائحهم. جريمة أخرى جديدة تضاف إلى الجريمة السابقة و هي منعه لتقديم الجوائز للفائزين.
إننا لا نرى في سلوك هذا الشخص أي شعور بالمسئولية. يجب عليه التعامل مع المواقف من خلال الكفاءات و الخبرات لا من خلال العشائرية و الفكر المتقوقع الذي يسير على نهجه. إننا نشجب و نستنكر بشدة هذه التصرفات غير المقبولة و المسيئة للقناة و للسريان ككل و للأخت منى التي لم تألو جهدا في تقديم كل ما هو مفيد و مثمر و من روح تقارب و تفاهم و تضامن بين أبناء كافة طوائف أمتنا السريانية.
إلى متى سينخرط البعض في قوقعة الجهل الأحمق, و يفضّل الانتماء العشائري و الأسري على الأسرة الأكبر و التي هي الأمة السريانية؟ سؤال أوجهه إلى كل شخص شريف في هذه الأمة. على مثل هذا الرجل أن يكفّ يده عن العمل في هذه القناة التي تمثل السريان فهو يسيء إلى السريان أكثر من تمثيله لهم.
كلمة الحق دائما جارحة و مرّة لكن قولها لا بد منه. إننا نعلن من هنا تضامننا التام و المطلق لمساعي و جهود الأخت منى بطرس التي حققت قفزة نوعية كبيرة في التقارب و المحبة. و نشجب جميع الممارسات الانتهازية و الغوغائية و المتعصبة المقرفة من هذا السيد المسئول عن هذه القناة. سوف لن نسكت و لن تكون هذه صرختنا الأولى. ليسمع هو و غيره. لا أحد يستطيع لجمنا أو إسكاتنا, فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس.
تحية محبة أوجهها إلى أختنا الفاضلة منى بطرس و إلى عائلتها و إلى كل من ساهم في إنجاح برنامج أسئلة عن الإنجيل.