عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-09-2005, 06:54 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي رحلة مكتنـزة بدهشةِ المكان* ـ ج2 ـ 3 ـ

رحلة مكتنـزة بدهشةِ المكان*



[أنشودة الحياة]

الجزء الثاني
(نص مفتوح)





إهداء: إلى الشَّاعر المبدع قاسم حدّاد



..... .... ....

قاسم حدّاد ...

حدّادٌ ماهرٌ في وهجِ الكلمة

غبارُ الملائكة*

(مخبأُ الملائكة) ..



السيّدُ ..

الجبلُ الأخضرُ

سيّدُ المكانِ

زادٌ ثمينٌ لانعاشِ الذاكرة

لتلقيحِ الطفولة

بمذاقِ الخيالِ الوارفِ

فوقَ ظلالِ الهدوءِ



سكينةُ الروحِ

صعودٌ إلى قمّةٍ متلألئةٍ

بالتوحُّدِ معَ ذاتٍ

تتشظّى ..



صعودُ القمّةِ

صعودٌ

نحو هلالاتِ الرُّوحِ الضائعة

في متاهاتِ غربةِ الإنسان



عودةٌ إلى عبقِ الطفولةِ

بحثٌ عميقٌ

لتطهيرِ غبارِ السنينِ

من أوجاعِ زمهريرِ الزمنِ



زمنٌ من لونِ ظلمةٍ

مسكونةٍ بالأشباحِ

من لونِ اسفلتٍ

معفّرٍ بالأوجاعِ!



صعودُ القمّةِ ...

قمّةُ الاخضرارِ

ضربٌ من الولوجِ

في دنيا من ذهب



مروجٌ في صدرِ الجبلِ

ينابيعٌ متوهّجةٌ

في خاصرةِ الجبلِ



ذاكرةٌ يانعةٌ مهيمنةٌ

على جسدِ المكانِ!



ضوءٌ أخضر

ضاربٌ إلى زرقةِ السَّماءِ

فوقَ تعاريجِ شهقةِ الجبلِ

جبلٌ من نكهةِ الخصوبةِ



ابتسامةُ طفلٍ

شلالٌ من الفرحِ

دهشةٌ مسربلةٌ بانتعاشِ الرؤية



واقعٌ أعمق من خيالٍ

عبورُ القممِ

عبورٌ في خيوطِ الشَّفقِ

حوارٌ معَ الذاتِ

تجلٍّ في محرابِ الكلمة



قاسم حدّاد

قلمٌ متوهِّجٌ بشطحاتِ الجنّ

هل ثمّة جنّ

تعانقُ وداعةَ الكلماتِ؟



قلمٌ يشعُّ بخمرةٍ معتّقةٍ بالفرحِ

بنشوةِ الصعودِ نحوَ وهادٍ مجهولة

نحوَ مرابعِ المخيّلة

الجامحة في سماواتِ الطفولة



قلمٌ مغموسٌ بتبرٍ غير مرئي

يغترفُ حروفَهُ

من حكايا الوالدِ

المحفورِ في مخابئ الذاكرة



والدٌ ململمٌ بهدوءٍ

في ساحاتِ الحلمِ



مغطّى بحريرِ الكلمات

مبلسمٌ بخفايا السيّد،

سيّدٌ ولا كلّ الأسيادِ



والدٌ ينمو دائماً

في أعماقِ قاسم

مسترخٍ في فضاءاتِ جموحِ الخيال



رحلةُ القمّةِ

رحلةٌ من نكهةِ الحياةِ

توقٌ إلى عاشقةٍ معلّقةٍ

بأهدابِ الليلِ



رحلة مكتنـزة بدهشةِ المكانِ

تحملُ بين ثناياها

جموحَ شهقةِ الطفولةِ



متداخلة معَ أغصانِ بهجةِ الصباح

مسربلةٌ بخيوطِ أساطيرِ الذاكرة

مسكونةٌ بلغاتٍ غير مرئيّة

لغاتٌ مفهرسةٌ بالشموخِ



جبلٌ أليفٌ

حنونُ الصدرِ

يحمي قطّاعَ الطرقِ

الخارجين عن القانونِ



يحمي العشَّاقَ

من غبارِ هذا الزمان

يفرشُ لحافَهُ الوثيرِ

لكلِّ الوافدين إليهِ



لا يشاكسُ ضيوفَهُ

يحاورهُم بلغةٍ شفيفةٍ

لغةُ المطرِ وهفهفاتِ الليلِ

لغةٌ مضمّخةٌ بصخورٍ

تتصاعدُ منها البخور

معلّقةٌ في رحمِ الليلِ



جبلٌ منفتحٌ أكثر

من أوجاعِ هذا الزَّمان

يحاكي الأخيارَ والأشرارَ

يستأصلُ الشرورَ

من القلوبِ الغليظةِ



يزرعُ بسمةَ الخصوبةِ

يحضنُ هديرَ الشتاءات

غير آبه من ضجرِ السنين



يقاومُ رعونةَ الأشرارِ

يحوِّلُ خشونةَ المنحدراتِ

إلى إلفةٍ أنيسةٍ

إلى هدوءٍ عذبٍ

كأنّكَ في محرابِ القدِّيسين



تبتهلُ للسماءِ

على هذا العطاءِ الكريمِ



جبلٌ يتهاطلُ وداعةً

يبقى في وجهِ الأعداءِ

دونَ وجلٍ ..

شامخاً

زارعاً في سهولِ العمرِ

فسحةُ أملٍ



مزارُ عاشقٍ

كهفُ ناسكٍ

حلمُ شاعرٍ



رحلةُ اندهاشٍ

في وهادِ الخيالِ



انتعاشُ الذاكرة

بهجةُ الروحِ وهي تغرفُ الكلمات



شعراء في محرابِ الشُّموخِ

شموخُ الجبالِ

تعانقُ شموخَ الشعراءِ



قاماتُ الجبالِ

تلامسُ قامات الشعرِ

تتلاقحُ القامات

فتولدُ أشعاراً وحكايا

أكثرَ انتعاشاً

من أقاصيصِ الخيالِ



جبلٌ يتصالبُ حناناً

مع سهولِ الروحِ!

.... .... .... يُتبَّعْ!


ستوكهولم:1.3.2003

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم






* استوحيتُ هذا النصّ من خلال قراءتي المتأنّية لنصّ سردي رائع حمل عنوان: (غبار الملائكة) للشاعر المبدع قاسم حدّاد، يدوّن فيه إنطباعاته عبر رحلة إلى جبل السيّد قام بها برفقة مجموعة من الشعراء، فولد هذا النصّ، رحلة مكتنـزة بدهشة المكان، من خلال تواصلي الحميمي مع سرده (غبار الملائكة)، لذا إقتضى التنويه، فولد نصّي معانقاً جموح تحليقاته وغباره المتلألئ بالذهب!


* أنشودة الحياة: قصيدة ملحمية طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الذي يليه، وهذه القصيدة مقاطع من الجزء الثاني حملت عنواناً فرعيّاً:

رحلة مكتنـزة بدهشة المكان.

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 02-09-2005 الساعة 06:57 PM
رد مع اقتباس