تمزجُ ألوانَكَ معَ نداوةِ الحنطة
9
..... ... ... .. ....
رسومُكَ يا جاك منبعثة
من وهجِ الرِّيفِ
من سفوحِ التِّلالِ الغافية
فوقَ هلالاتِ الحلمِ
من منحدراتِ دجلة الغارقة
في دهشةٍ أزليِّة
لونٌ متناثرٌ
من حفيفِ الرِّيحِ
هل تلتقطُ لونكَ
من موشورِ العمرِ
أم أنَّكَ تنسجُ لونَكَ
من نسغِ البحرِ؟
حلمٌ مخلخلُ الأطرافِ
آهاتٌ متهاطلة
فوقَ خصوبةِ اللَّيل
ألوانُكَ تخفِّفُ
من وهجِ الحنينِ
هل تمزجُ نقاوةَ ألوانِكَ
مع نداوةِ الحنطة
أم أنكَ تعشقُ
أنْ ترشرشَ ألوانَكَ
فوقَ وجنةِ اللَّوحاتِ
كما كانَ والدكَ ينثرُ
فوقَ السُّهولِ الفسيحةِ
حباتِ الحنطةِ؟!
هيكلٌ عظمي متوّجٌ بالتَّاجِ
تاجُ الفناءِ
رحلةٌ من سراب
في معابرِ الزَّوالِ
رحلةٌ متشظّية
بدهاليزِ العمرِ
تاجٌ من لونِ الفسادِ
من لونِ العظامِ
ينافسُ قتامةَ الموتِ
من لونِ غربةٍ
ولا كلَّ الغرباتِ!
..... .... ... ... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم