مَنْ يغنّي
مَنْ يغنيّ، و مَنْ بحزنٍ ينوحُ
و المعاني إلى ابتذالٍ جنوحُ؟
مَنْ يواسي مرارةً في فؤادي
و اشتعالاً فقد أفاقتْ جروحُ؟
ما المعاني تصبُّ سيلاً هجيناً
في اعتقادٍ بكلِّ سخفٍ يلوحُ؟
مَنْ يعزّي و قد كساني غطاءٌ
مِنْ ذهولٍ، فغابَ عنّي طموحُ؟
في بحورِ الأسى و نظمِ القوافي
أعتمَ الجهلُ و استمرَّ النزوحُ
تُنتقى الألفاظُ كي تُغري نفوساً
لم يكن سهلٌ و لا كانت سفوحُ
فالضياعُ الأكيدُ أرخى سراباً
و الهُراءُ البليدُ منهُ الجموحُ
كم تغنّتْ حروفُ مَيتٍ بفخرٍ.
في منى وهمها البلاءُ الكسيحُ
لا تغنّي يا فؤادي اليومَ لحناً
قد تأذّى مِنْ معانيهِ المَليحُ
لا تغنّي ففي الغناءِ افتراءٌ
و احتيالٌ و افتراءاتٌ تلوحُ
لا تغنّي متى اللغاتُ استُبيحتْ
و المعاني هزّها اللفظُ الكسيحُ
في أغانينا منتهى الانشراحِ
ليس في معناها موبوءٌ طريحُ.