قدسيّة النصوص
خلقَ اللّغاتِ _ كما ترى _ الإنسانُ
فَلِمَ تُقَدَّسُ لهجةٌ، و لسانُ؟
صُنِعَ الكلامُ لخدمةٍ، لنقودَهُ.
خطأٌ يقودُنا مِنْ هواهُ عِنانُ.
لغةُ الكلامِ جميلةٌ، و طلاقةٌ
تركتْ مشاعرَ خاضَها الوجدانُ
لغةٌ تُعَبِّرُ، في نطاقِ حدودِها،
حتّى يسودَ تفاهمٌ و حنانُ.
لسنا العبيدَ لما أتينا صناعةً
فأبونا، ربُّنا في الصنيعِ، مُهانُ.
لُغةُ الكلامِ مُعَدَّةٌ لِتَطُوُّرٍ،
ليستْ لتَجْمَدُ في المدى الأركانُ.
لغةٌ نُحَرّكُ أحرفاً في سيركِها،
و كما نشاءُ، فيُمنَعُ الحِرمانُ.
خَرِفٌ يُؤَلّهُ أحرفاً بنصوصِهِ،
جَهِلَ المعالمَ، غابتِ الألوانُ
قَبَسُ النصوصِ مُحَرَّمٌ تقديسُهُ،
فيَدُ الخليقةِ ربُّهُ و بيانُ
و متى عبدتَ صناعةً لخليقةٍ،
فَبِذا التزندقُ، و الهوى البُهتانُ.
أمُقَدَّسٌ نصٌّ أتاهُ مُؤلِّفٌ
هلكتْ عصورُهُ، و انقضتْ أزمانُ؟