يأتي الربيعُ
يأتي الربيعُ، ليُبْهِجَ الأبصارَ،
يأتي الربيعُ، ليغدقَ الأشعارَ.
يأتي الربيعُ، بغزوةٍ تغنينا
عشقاً، و حُسناً زادنا إصرارَا
في أن نمتِّعَ أنفساً، نهواهُ
مِنْ روعةٍ، تستأثرُ الأفكارَ.
منهُ الصّدى في نشوةٍ تغرينا،
يختطُّ مِنْ حُسنٍ لهُ آثارا.
هلَّ الرّبيعُ، مُعَشْعِشٌ عصفورٌ
و الجدولُ الرّقراقُ فيه احتارَ
و النسمةُ اهتزّتْ لها أبدانٌ،
في خِفّةٍ، قد أنعشتْ أسحارَا.
و الأخضرُ استوفى شروطَ الحُسنِ،
كم سطَّرَ الإبداعَ، و الأسفارَ
كم أذهبَ الأحزانَ، و الأوجاعَ
فيما حوى مُستَكْشِفاً أسرارَا.
يأتي الربيعُ الطلقُ, يُحيي الروحَ
يستعرضُ الأورادَ و الأزهارَ
فيه ابتهاجٌ ساحرٌ فيّاضٌ,
يأتي بعامٍ مرّةً دوّارا.