أخي الغيور و المحب سمير. إن الانقسام الحاصل اليوم في كنيسة المانيا و الانشقاق و التفكك و الحرمان و التشرذم كله ليس وليد اليوم, لقد سبق و أن انفصلت كنائس كاملة برعيتها عن البطريريكية السريانية في أمريكا و غيرها نتيجة لسوء تصرف بعض المطارنة و ما يحصل اليوم من فتور في كنيستنا و من قلة الحيلة و انعدام الغيرة كله سيعطي نتائج عكسية و سلبية على حياة كنيستنا. غبطة البطريرك زكا شاخ و لم يعد فاعلا كما كان و هو لا يريد دما جديدا في الكنيسة و قد فقد السيطرة على قيادة السفينة لنكن واقعيين و ألا نتلاعب بالكلمات المجملة و المنمقة و التي لن تغير من واقع الحال في شيء. كنيستنا تحتاج إلى ثورة كاسحة تنهي القديم و تعيد البناء بالجديد فكرا و علما و ثقافة و إيمانا و غيرة صالحة. من ثمارهم تعرفونهم هذا ما قاله رب المجد و اليوم نرى كيف أن هذه الثمار العفنة جعلت فسادا في الكنيسة فصار حب جمع المال و المحزوبيات و الانتماءات العائلية هي ما يوضع في المقام الأول, و ليس مصلحة الكنيسة و وحدتها و الغيرة عليها.لا تقدروا أن تعبدوا ربين.
نقول هذا لا تهجما على قيادة الكنيسة و لكن بروح المحبة و الغيرة الكبيرة. نحن نعيش ككنيسة سريانية في نفق مظلم لا أحد يعرف إلى أين سيقودنا. لأن المصباح أو سراج الحق الذي كان بيسوع و معه فقدته قيادة الكنيسة. لو نظرنا إلى تصريحات و خطب القيادة الكنسية منذ بضعة سنوات لأدركنا بأن كنيستنا أصبحت تابعا و ليس لها أي قرار مستقل و لا حتى رغبة في أن يكون لها قرار مستقل. قانون الأحوال الشخصية الذي صدر مؤخرا في سورية و الذي بموجبه يحق للمسيحي الزواج بأكثر من زوجة هو تعد صارخ على جوهر عقيدة الزواج المسيحي و هو خطوة شيطانية من أجل أسلمة الشرق برمته, لم نر و لم نسمع أي رد فعل من كنيستنا حول هذا, كان على قيادة الكنيسة أن تقوم بتجييش كل ما تستطيع من أجل فضح هذه الأساليب و المطالبة بقوة بوقفها و إلغائها. إن الصمت المطبق كان هو لسان الحال. سكتوا عن قول الحق و كلمة الحق و الساكت عن قول الحق في حال وجوب قوله إنما هو شيطان أخرس.
إن التنميق و التزييف و التلفيق و الكذب و الخزعبلات التي نراها هنا و هناك لن تجعلنا نتقدم خطوة واحدة. بكل أسف صار مصير كنيستنا إلى أيد, لن نقول غير أمينة, و لكن غير فاعلة و غير قادرة و هذا خطير جدا.
شكرا لهذه الصرخة المدوية و أتمنى من كل سرياني غيور على كنيسته أن يقول كلمته هنا. لقد طفح الكيل و ما أراده خصوم الكنيسة منذ العهود الآولى من تحقيقه بتدمير كنيستنا صار اليوم واقعا من خلال الداخل و لن أستغرب المثل القائل: دود الخل منه و فيه. نعم الدود و الفساد هو من داخل الكنيسة و بالأخص من قياداتها الروحية العليا غير المسئولة. فهي لم تحس بعد بمدى الخطورة و الدمار الذي سيحصل و متى فات الأوان فلا نفع للندم و التأسف. ليت ساعة مندم.
__________________
fouad.hanna@online.de
|