من المؤكد أنه ليس بمقدورنا أن نحمل معنا جهاز اللاب توب أنّى توجّهنا و لذا فإن القلم يكون من وجهة نظري الأفضل خارج المنزل, و متى كنت في البيت فإني لا ألجأ إلى القلم كثيراً أي ربما نادرا علما أنه رفيقي الدائم إلى جانب قصاصات ورقية تنتظر حلول شيطان الفكرة ليقتنصها قبل أن تودّع راحلة من دون عودة. إن الكتابة بواسطة القلم لها نكهة خاصة و فريدة فهي تخلق تفاعلا حيويا من خلال التمازج و الصلة التي تربط بين أعصاب اليد و الأعصاب الموصلة للعقل كمركز لانطلاق الفكرة. لكني مع فكرة أن الوقت صارت له قيمة كبيرة لذا فإن اللجوء إلى الكيبورد يكون على الأغلب هو الأسرع و الأفضل و أراه أكثر وسعا من حيث مجال التفكير عندما تضع أساسا لقصيدة فإن مجال التحرّك الفكري و الانطلاق بالخيال لاقتناص ما يراه من فكرة مناسبة يكون ألصق بالفكرة منها إلى القلم.
أعتقد أن لكلّ من القلم و الكيبورد سلبيات و إيجابيات في خلق معمعة الفكرة و استنباط روحها التي تنطق بها. أما التعامل مع الورق فإني أحسّ بمتعة فائقة و ما الشخبطات التي قلّما تخلو منها عملية إتمام عمل شعري سوى شعور فائق بالمتعة و السعادة. و لا أخفي على قارئي الكريم بأنني في بعض الأحيان أنظم قصيدة كاملة دون أن ألجأ إلى تعديل جذري فيها. طبعاً لكلّ حالة هالتها و قدسيتها و لكلّ موقف ما يفرضه علي من التزامات في التعامل معه. شكرا لك صديقي صبري و أشكر الدكتور الأستاذ ميشيل حنا على هذا الحوار الجميل و المفيد. لقد قمتُ بتثبيت النص.
__________________
fouad.hanna@online.de
|