الغالي أبو نينيب
لا أحد يستطيع الادعاء بأنه يملك الحقيقة المطلقة أو معه الحق الكامل أي المطلق فلا مطلق في الحياة و كل الأمور و المواقف و الأشياء في هذه الحياة تخضع لعوامل النسبية و هذا واقع معروف و حقيقة لا مناص منها إلا إذا ثبت في يوم ما خلاف ذلك و ظهر جديد ينفي واقع هذه النسبية المعمول بها. أما من جهة أن يرفع أحد صوته بشكل أعلى ليثبت أنه صاحب الحق أو أن الحق معه فهذا يكون بكل أسف كالطبل الفارغ الذي يصدر أصواتا و باطنه لا يحوي سوى الهواء. حياتنا في الشرق و العالم المتخلف تحتاج كثيرا إلى اللجوء لحكم العقل و قرار المنطق لأننا لم نتعلم هذا ولم نفهمه و لم نمارسه لذا فإننا نفتقر إليه بكل تأكيد و إلى ممارسته عمليا. انظر إلى المتحاورين العرب على أية قناة و في أي موضوع سترى بأن مقدم البرنامج يرجوهم و لأكثر من مرة أن يلزموا الهدوء و الحوار الهادف لأنهم يزعبرون و يرفعون صواتهم و يتكلمون بأيديهم و رجليهم أيضا فيما وبالمقابل فإنك عندما تستمع إلى حوار بين أشخاص أجانب ترى بوضوح مستوى التحضر الأدبي و الأخلاقي و احترام الآخر و الاستماع إلى رأيه. جانب الحق و الحقيقة لتثبيتها يحتاج المرء إلى الاثبات والدليل والبرهان العقلاني البعيد عن روح الانفعال و عن روح فرض الرأي بالقوة على الآخرين مهما كلف ذلك من أمر و من جهد. نحن لا زال ينقصنا الكثير والكثير جدا لكي نقبل بواقع أننا يمكن ألا نكون في موقف ما على حق. إلى أن نصل إلى مرحلة الاعتراف بحق الآخر و القبول بهذا الحق نكون عندها قد تطورنا كثيرا و اقتربنا من بلوغ الهدف المنشود القائل بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة و ليس رذيلة.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-12-2008 الساعة 06:35 AM
|