ما الجهلُ؟
ما الجهلُ لو عبّرتَ عنهُ كلاما
و اخترتَ وصفاً صادقاً و نظاما؟
الجهلُ أنّكَ لا تصدّقُ واقعاً
و تشاءُ شتمَ الحقِّ تأتي ملاما.
الجهلُ ألفُ حكايةٍ و حكايةٍ
تستعذبُ الأحلامَ و الأوهامَ
الجهلُ ألفُ مصيبةٍ و مصيبةٍ
تجترُّ مِنْ أورامها الأورامَ
الجهلُ نظمُ قصيدةٍ ممسوخةٍ
لا تملكُ الإبداعَ و الإلهامَ
الجهلُ حَقنُ ضغينةٍ بنفوسِنا
تستجمعُ الأحقادَ و الآلامَ
الجهلُ منهجُ كافرٍ لا يتّقي
ربّاً و لا يسعى إليهِ سلامَا
الجهلُ يخلقُ في الحياةِ مرارةً
تطغى فتخلقُ لوثةً و حراما
الجهلُ يعبثُ بالعقولِ مكبّلاً
منها الرجاءَ و مُخرساً أقلاما
الجهلُ يقبعُ في الضلالِ مُشوّشاً
يستلهمُ التعتيمَ و الإعتامَ
الجهلُ ليس له قرونٌ صاحبي
الجهلُ يضربُ معولاً هدّاما
الجهلُ يرغبُ في البقاءِ كما هو
جهلا أسيراً بائساً ظلاّما
الجهلُ يرفضُ كلَّ نورٍ خائفاً
يهوى الظلامَ و ينشرُ الإظلامَ
الجهلُ يرغبُ في المكوثِ تَقوقعاً
يستحضرُ الإحباطَ و الإبهامَ
الجهلُ لو أطلقتَ منهُ بحورَهُ
فاضتْ بسوءٍ و احتوتْ آثاما
الجهلُ يخلقُ عالماً من ذاته
فيه الغباءُ تعمّدَ الأسقامَ
و الجهلُ لو حاولتَ عشرَة أهله
لرأيتَ فيهم سُذّجاً و لئامَا.
فاكفرْ بجهلِ جهالةٍ و ضلالةٍ
في الجهلِ كلُّ بليّةٍ لو دامَ.