الغالي المهندس نعمان مقالك البديع شدّني إليه و خاصة الصدق الذي طبعه. من الواجب الاعتراف بالخطأ متى حصل لكن قياداتنا و لكونها شربت لبن الشرق الإسلامي المتخلف و المتغطرس و الجاهل فإنها لن تستطيع الاعتراف بأخطائها لأنها لا تملك الجرأة من جهة و من جهة أخرى لكونها ترى في ذلك هزّا لعرشها القائم أصلا على الهشاشة. إن دور المثقف في أي مجتوع و أي شعب أو أمة أن يكون ثورة على التخلف و على اللف و على عدم الواقعية. إن المثقف هو لسان حال الأمة و الناطق بإسمها لذا فعليه أن يكون أمينا و ناقدا يضع نصب عينيه الأمانة أولا و الصدق و المصلحة العامة ثانيا. لقد تعودنا على أن نتملق و أن نخشى من الإعراب عن آرائنا بصراحة و بجدية لكي لا نحرج هذا أو ذاك و لكي لا نثير غضب هذا أو غيره. إن الذي يخشى من النقد عليه ألا يقع في الخطأ و أن يتحاشاه لكن متى وقع فيه _ و هذا طبيعي لكوننا بشر و من منطلق من يعمل يخطيء _ فإنه يلزم أن يعترف بأخطائه بجرأة و شجاعة و أن يعي الأسباب التي أدت إلى تلك الأخطاء لكي نتعلم جميعا منها فلا نعود نكررها. تشكر أخي نعمان و أتمنى أن يبدي الإخوة آراءهم و الخلاف في وجهات النظر ليس معيبا بل هو ظاهرة صحية لكن في النهاية علينا أن نتفق على أمر نبذ الأخطاء و تصحيح مسارها و التعاون من أجل ما يكون مفيدا و يأتي بالثمر المرجو.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-11-2008 الساعة 09:26 PM
|