تغنّيتمْ بأمجادٍ
تغنّيتُمْ "بأمجادِ"
تفاخرتمْ بأعدادِ
فظلّ الوهمُ لم يرحلْ
و أنتم مثلُ أوتادِ.
هلمّوا و اصنعوا "مجداً"
على منوالِ أجدادِ!
كفاكمْ عيشَ أوهامٍ
و زعماً غيرَ سدّادِ
أعينوا نفسَكم صرتمْ
حديثاً أمّةَ الضادِ.
بقيتمْ ضمنَ أحلامٍ
كأطفالٍ و أولادِ
و ورّثتمْ هوى جهلٍ
لأبناءٍ و أحفادِ.
تناقلتمْ أحاديثَ
بطولاتٍ كآسادِ
و أنتمْ أنتمُ اليومَ
صراصيرٌ بأجسادِ
عقولٌ كمّها الجهلُ
فتاوى قصدُ "إرشادِ"
و منْ فتوى إلى أخرى
يضيعُ العقلُ في نادي.
يسودُ البؤسُ أفكاراً
لكمْ عاشتْ بأصفادِ
هوى التخوينِ مهواكم
تصدّيكم بمرصادِ
لمنْ يُبدي لكم نقداً
يعرّي فعلَ أحقادِ
و تكفيرٌ لمنْ ليسَ
على الموّالِ في شادي.
بهذا الدأبِ ما أنتم
على خيرٍ و إسعادِ.
يفيضُ الغربُ من فكرٍ
و يبني وِفقَ إسنادِ
منَ العمرانِ و العلمِ
و منْ طبٍّ بإعدادِ
أساسٌ ثابتٌ يبقى
عليه عُمْدُ أعمادِ
و أنتمْ فخرُكم يبدو
بإكثارٍ لأحقادِ
و فيما جوهرٌ منكم
و مضمونٌ بلا هادي
فسادٌ فُرقةٌ ضعفٌ
و تمييزٌ بمعتادِ
لديكم. هذا ما أنتم
عليه. خيرُ أسيادِ!
إذا لم تفصلوا الدينَ
عن الدنيا فما هادِ.
متى أخضعتمُ العلمَ
لدينٍ مثلَ منقادِ
يظلّ العقلُ مشلولاُ
بلا نجوى و إنشادِ
فكلٌّ ضمنَ مجراهُ
و هذا ليسَ في بادي!
أرى خوفاً لكم ينمو
منَ الآتي بأجنادِ
و ممّا يحملُ العلمُ
مِنَ الإنجازِ مُزدادِ
سيبقى وضعُكم هذا
على منوالِه الحادي
بلا فعلٍ و لا مسعىً
بعونِ الخالقِ الفادي
فطَرْقُ الدنيا منْ دينٍ
كما سندانِ حَدّادِ!