بحورُ العشقِ
عصفتْ بحورُ العشقِ من أحلامي
بلغتْ مجالسَ لهونا بسلامِ
فتمايلتْ طرباً تضمُّ شفاهَنا
و تذودُ عن ضَمٍّ بلا إيلامِ
و ظللنا نمخرُ معطياتِ تلهّفٍ
ملكتْ و ألغتْ عقلَ كلّ هُمامِ
فتعطّرتْ تلكَ المجالسُ نشوةً
و بكتْ على أطلالِ عهدِ غرامِ.
ملأَ الجمالُ ربوعَ نفسينا هوىً
فتألّقتْ صورٌ لكأسِ مُدامِ
شربَ الهُيامُ مُتَمتِماً و مُعَبّراً
و سقى فؤادَ الوجدِ و الأيّامِ.
حرقتْ شفاهُ كؤوسنا ثغرَ المدى
فتناثرتْ حممٌ على أكوامِ.
أنقّدّسُ الأشواقَ في كنفِ الهوى
و نباركُ التقبيلَ دونَ كلامِ؟
عشقتْ عصارةُ حسنِهِ و بهائِهِ
قُبلي فلم ترعَ العهودَ تُحامِي.
هتكتْ ستارَ الخوفِ أطلقتِ المنى
فتقاطرتْ بعذوبةِ الأنسامِ.
نهلتْ من الأحلامِ أقدارٌ لنا
حملتْ عذوبةَ سردها المتنامي
و إذا تشابهتِ النجومُ بفلكها
فبيَ الحروفُ تميّزُ الإفهَامِ
خرقتْ عميقَ سكونها في رقّةٍ
وقعتْ على الأنسامِ و الأكمامِ.
عشقَ الغرامُ عيونَ حرفي هامها
و تسربلتْ أطيافُ عشقٍ سامِ
تلدُ الروائعَ لا يكفُّ معينُها
لتقلّدَ الأقمارَ خيرَ وسامِ!