ها أنا!
ها أنا أعطيكَ صفواً
صافياً فاشربْ لتسكرْ
لي شعورٌ مستفيضٌ
ناعمٌ كالأنثى يخطرْ
في جلالٍ من جمالٍ,
رقّةٍ فاضتْ لتغمرْ
كلّ هذي الكائناتِ
ثمّ أخرى بل و أكثرْ.
أحرفي تزدادُ عشقاً
أمتطي حرفي و أسهرْ
شاعراً أرعى النجومَ
كلّما هاجتْ لأسبرْ
غورَها علماً و فهماً
في مداها الرّحبِ أُبحِرْ.
قالتِ النجمةُ إنّي
كلّما ألقاكَ تظهرْ
في مناجاتي تهيمُ
في هوى أسراري تعبرْ
أنتشي حبّاً. و خوفي
ينتفي و الشوقُ يكبرْ.
فارسٌ نظمي و أدري
قادرٌ علمي و مُبْحِرْ
في خفايا الكونِ يُجري
من بيانِ السّحرِ مُبْهِرْ
ليس لي سيفٌ و رمحٌ
لا حصانٌ مثل أبجرْ
إنّ لي حرفي و زندُ
الحرفِ قوّامٌ و أقدَرْ.
لم يعدْ عهدٌ لفتكٍ
يقطعُ الأوصالَ يثأرْ
إنّنا في عصرِ حبٍّ
نرتأي يُسْراً و مَعْبَرْ
نحو إرساءِ السلامِ
و انتفاءِ الشرّ فاعبرْ
يا رديفَ الشّعرِ شعري
و انتشِ نظماً مُعَطّرْ.
كلّ ما في الكونِ يدعو
قائلاً: إيّاكَ تُكْثِرْ
من هجاءِ الخيرِ فهو
بعضُ إثمِ لو تُفَكّرْ.
امتطِ ظهرَ المعاني
و اقطفِ الأفكارَ و احذرْ
أن يصيرَ الحرفُ فكراً
ميّتاً في الخوفِ يُطْمَرْ.
إنّ موتَ الناسِ أمرٌ
واجبٌ. لكنْ تبَصَّرْ!
قد يموتُ الجسمُ يفنى
عندما يُلقى و يُطْمَرْ
بيدَ أنّ الروحَ تبقى
في خلودٍ ليسَ تُقْبَرْ.
قد قرأتُ اليومَ نظماً
حرّكَ الوجدانَ فَوّرْ
بعضَ إرهاصاتِ عشقي
فاعتلت أشعاري منبَرْ
كي تجودَ الحرفَ تُحيي
من أمانيه و تقطرْ
بعضَ أفكاري و نفسي
بعضَ أحلامي. تُعَبِّرْ.
أحرفي فيها ضياءٌ
من بهاءِ الشعرِ نَوّرْ
كلَّ مَنْ يأتيهِ فهماً
واعيا,ً و المعنى يظهَرْ
تسعدُ الأنفاسُ منه
داعياً بالشّعرِ أفخَرْ.
يُفرحُ القلبَ انتصارٌ
مثلُ هذا, فهو مُثْمِرْ.
ها أنا رقّقتُ نظمي
فانتشِ. بالشّعرِ تَكْبُرْ!