شرور الغدر
لا شيءَ يؤلمُ مثل الغدرِ, فانتبهوا
كي تنقذوا النفسَ من غدرٍ و ما شَبَهُ
فالغدرُ فيه سَفينُ اللؤمِ محترقٌ
لا تأمنِ الموجَ و الإبحارَ ترغبُهُ
في كلّ غدرٍ سكاكينُ الأذى طعنتْ
قلباً تأمّلَ حُسنَ الردّ يطلبُهُ!
لا تأمنِ الغدرَ فالغدّارُ شيمتُهُ
طبعُ الأذيّةِ و الأحقادُ تركبّهُ.
يا فاعلَ الغدرِ هل أدركتَ ناتجَهُ؟
هل أنت تعلمُ أنّ اللهَ يُغضِبُهُ
هذا النشيدُ الذي في عزفِهِ ألمٌ؟
ماذا سينفعُ أن تأتيه تضربُهُ؟
الغدرُ يقتلُ في الإنسانِ قيمتَهُ
و يُسمِمُ الماءَ حتى الناسُ تشربُهُ.
لا تأخذِ الغدرَ يوماً صاحباً فبهِ
بحرُ المظالمِ. و السوءاتُ مركبُهُ.
في الغدرِ حزنٌ من المغدورِ يسحقُهُ
نَوحُ العزاءِ الذي قد ماتَ مُطرِبُهُ
موتُ الضميرِ به و الحكمُ أظلمُهُ
إنّ البلاءَ _أرى في الغدرِ_ مأربُهُ.
مَنْ يخشى ربَّهُ لن يسعى إلى سببٍ
يأتي الأذيّةَ, أو حزنٍ يسبّبهُ.
إنّي الفقيرُ إلى ربّي و تعزيتي
أنْ يخلصَ الكونُ من همٍّ يُعَذّبُهُ!