عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2008, 02:32 PM
Dr Philip Hardo Dr Philip Hardo غير متواجد حالياً
Gold Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 697
Exclamation عجيب أمر الموارنة.


كل الشعوب، الامم، الطوائف، الاقليات تتضامن في الازمات، تلتقي لتشكل العصب. فما بالهم، وهم في قلب النار، في منطقة عنوانها الخطر، امام تحديات مذهلة، من اسرائيل المعضلة، الى اللاجئين الفلسطينيين وسمّ التوطين، الى الخلافات المذهبية، الى كيفية الوصول الى علاقة سوية مع سورية، الى مديونية قاتلة، الى اصوليات تفرخ حقداً وتكفيراً، الى تهلهل الدولة ومؤسساتها، الى سلاح غير مجمع عليه وعلى دوره، خاصة بعد اشكالات واستعمال في الداخل، الى اي مستقبل لوطن معلق على صليب، ما بالهم غافلون؟

عجيب أمر الموارنة.
ألم يحن الوقت لمراجعة نقدية حقيقية.
حاربوا الفلسطيني حين كانت ثورته تحاول قضم لبنان، حاربوا السوري حين كان جيشه عامل هيمنة.
رغم ذلك، خسروا الجبل هجروا من ضيع. فرغت مناطقهم. هاجر شبابهم، فقدوا حلفاء، خسروا صلاحيات، ادواراً، رهجة، ريادة نهضة، فكراً منيراً.
اين اخطأوا واين اصابوا؟

عجيب أمر الموارنة.
في حروب الكل ضد الكل. تقاتلوا. في المكان الخطأ سقط لهم شهداء، للقضية الخطأ سقط لهم شهداء. فهل كان استعمال السلاح والعنف كوسيلة للسيطرة والالغاء والاخضاع، وثقافة التصفية الجسدية والاغتيال والهيمنة، واحداً من اسباب تقهقرهم. وكيف يكتبون وصايا الغد؟ بأي حبر. لا شك ان الاعتذار بابٌ رائع للتوبة وموقف شجاع، وهو مطلوب من كل من مارس ليس فقط عسكرياً بل حتى سياسياً. وليس فقط عند المسيحيين. لكن هل تغيّرنا كلنا؟
لا شك ان دم بصرما اعاد الذكريات المرّة. وهذا ليس جلداً للذات ولا نبشاً لاسوأ ما حصل لنا. ان مسلسلاً مخيفاً من الاغتيالات والانتفاضات والتصفيات من اول الحرب حتى اليوم يربض على صدر المسيحيين. ان كل قطرة دم سالت بين اللبنانيين وصمة عار. وكل قطرة دم بين المسيحيين اثم على جبهة تاريخنا وطعنة لمعنى حضورنا.
اذا كان الموارنة زهرة لبنان، وهم حملة رسالة، وهم نور وملح هذه الارض فعليهم ان يقدموا نموذجاً مختلفاً للتعامل فيما بينهم.
لا نطلب مصالحات ولا وحدة صف بل وحدة قيم اولها واخطرها ان السلاح ليس زينتنا ولا حلاّل مشاكلنا ولا موقع قوتنا ولا وهرتنا بل ان الدولة مشروعنا ووحده الجيش يضمن امننا كلنا.

عجيب أمر الموارنة.
فليتطلعوا حولهم، ألا يرون مسيحية مشرقية تنتهي في ارض الرافدين من التهجير والتهديد والتخويف والتكفير والاستشهاد والعالم يتفرج لاهياً ولا احد يهتم، وتختفي المسيحية من مهدها في الارض المقدسة ولا من يسأل.

عجيب أمر الموارنة.
ان تغييراً جوهرياً مطلوب منا كلنا في عقلنا وفي ضميرنا وفي نظرتنا الى التعصب والتزمت الحزبي والمناطقي والمذهبي.
هل يبرهنون انهم مجموعة قبائل صغيرة أم يشعوا شعباً جديراً برسالة بحجم حوار حضارات وواحة محبة والفة وسلام، شعباً أعطى لبنان معناه وفرادته، مساحة حريات وتنوع وتعدد وديموقراطية - ولو هشة- ومركز حوار دائم. هذا هو الرهان.
* بقلم حبيب افرام
رئيس الرابطة السريانية
أمين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية




رد مع اقتباس