اقتباس:
لكن الأسئله التي تراودني ولم ألق لها جوابا وهي :
|
اقتباس:
1 - هل نحن نحب بعضنا البعض كما نكتب في المنتديات ؟؟؟
2 - هل للمحبة قوانين يجب أن نتبعها أم أن المحبه هي نابعه من الذات ؟؟؟
3 - هل يحق لي أن أكتب موضوعا عن المحبه كإرشاد وأنا داخلي مملوء حقد وكراهيه ؟؟؟
4 - ترى لماذا لا ننتقد بعضنا البعض في المواضيع التي نكتبها وخصوصا عن المحبه ؟؟ أم أن المجامله تمنعنا من المناقشة ونسكت ونطنش وكأننا مقتنعين بما كتب ؟؟؟ وهذا هو الخطأ بأم عينه !!!
|
أخي المحب الياس بداية أحب أن أقول لك أهلا و سهلا من جديد في بيتك يا غالي و كان هذا ضروريا. أما بالنسبة لتساؤلاتك التي أراها منطقية و موضوعية أحب أن أشارك بردي و بشكل مقتضب:
1_ المحبة ليست كلمة في الهواء نتشدق بها. الكلمة هي ممارسة قبل أن تكون قولا. و المحبة هي عامة شاملة و تخص الجميع و ليس فئة واحدة أو فردا و متى كانت المحبة الحقيقية من جميع الأطراف فإن أي سوء تفاهم يمكن أن يحصل بين هؤلاء الناس تقضي المحبة بأن ينتهي على محبة و متى انتهى على غير محبة فهو ليس بمحبة و يشارك في ذلك الجميع و أعود لأكرر لفظة الجميع. لأننا جميعا خطاة و يلزمنا مجد الرب و من كان منا بلا خطيئة فليرم بالحجر! من منّا بلا خطيئة يا غالي؟؟؟؟؟؟؟!!!!
2_ أما بخصوص الكتابة في المنتديات فهذا ما درجت عليه أغلب المنتديات و أنت أدرى مني كشعب شرقي أننا تربينا على هذا الأسلوب منذ الطفولة و هذا ما تشربناه مع حليب التعليم الذي كنا نتلقاه في المدارس و حتى في الأسرة كانت هناك نواقص و كان هناك ضعف و عدم إرشاد صالح يمكن أن يقوي لدينا حب تقبل النقد فهذه المسألة لا علاقة لها بمنتديات أو غير ذلك. إنها إرث و تربية و هذا لن يتغير بين ليلة و ضحاها. لم نتعود على تقبّل النقد و نخشى من النقد و هذه ظاهرة غير صحية. نحن مقيدون بعادات و مكبلون بوجوب التزام مواقف لكي نتجنب إحراج الآخرين و قد تقول: لماذ نخاف من هذا؟ أقول لك: لأننا لا نستطيع التغيير بهذه السهولة. لنكن واقعيين و منطقين و علينا ألا نبالغ لأن هذه المبالغة سوف تضعف مصداقيتنا لكوننا لا نستطيع تنفيذ ذلك. و لو لاحقت مشاركات بعض الأعضاء في مواضيع الأسرة الأزخينية هنا لقلت لي أنت محق يا أخي فؤاد فما تربينا عليه لخمسين سنة و تربى عليه من قبلنا آباؤنا و من قبلهم آباؤهم ليس بالسهولة أن نتقبله أو نعمل به على الأقل دون مشاكل.
3_ هل يستطيع أحد كتابة أي موضوع عن المحبة أو التوعية أو الإرشاد و هو لا يعمل به؟ فهذا طبعا غير معقول. إن الشخص الذي يدعو إلى شيء ما يجب أن يكون مثالا حيا و واقعيا عن هذا الشيء أو الأمر الذي يدعو إليه من خلال التطبيق. فالمحبة لا تأتي من فراغ و هي تتفاعل أكثر عندما تكون صادقة. و عندما تعبّر عن روح حقيقية للمحبة فتأخذ منها و تعطيها تأخذ منها معايير كثيرة كالعفو و التسامح و الابتعاد عن الكراهية و الحقد و إزالة الخصومات و تقبل الرأي و الرأي الآخر و الاعتراف بالخطأ متى وقع و السعي لتصحيحه و لتجنب مضايقة أو أذية الآخرين, و تعطيها التطبيق العملي الحي و الواقعي و كما نعرف فإن فاقد الشيء لا يعطيه و أن الإناء ينضح بما فيه. لا يمكن أن أتحدث عن المحبة و قلبي مملوء بالخبث و الكراهية و الضغينة و الطمع و حب الأذية. يجب أن أفعل بروح ما أقول و ما أدعو إليه و إلا فإني سوف أصبح موضع سخرية من كل من يقرأ كتاباتي مثلا أو كتابات المتشدق بهذه المحبة و هذا الإرشاد.
4_ أما عن النقد كواجب فهو اقتراح جميل و صحيح و معقول و منطقي و أتمنى لو كان بالإمكان تطبيقه و كما قلتُ لك يا أخي الياس في موضع آخر من مداخلتي هذه بأننا شعب لم نتعوّد على روح تقبّل النقد و كل ما نقوله عن النقد هو كلام فيه الكثير من عدم القناعة و من عدم الصدق أو على الأقل عدم الرغبة فيه. فأنا عندما أقرأ موضوعا لفلان هنا أو في منتدى أخر و أقوم بمناقشته و تقييم جوانب العيب و الخطأ فيما كتبه فإنه سيزعل فورا و قد يذهب إلى غير رجعة. السبب هو في ضعفنا و في عدم تعلّمنا تقبّل النقد و إني من محبذي هذه الفكرة لكن التطبيق سيكون صعبا جدا يا أخي و سنكسب من سلوكنا هذا غضب و زعل و هروب الكثيرين. ليس بمقدورنا أن نحكم على الآخرين بما نفكر به نحن أو بما نحسه و علينا أن ندرك جيدا أن لكل شخص تربيته و فهمه الذي كونه من خلال مشوار حياته العملي و المعرفي التطبيقي . علينا أن نكون حذرين و متى أردنا تطبيق هذا البند فإنه يتوجّب ألا نرمي بيوت الناس بالحجارة و بيوتنا من زجاج فقد يردون علينا بما يجعلنا أكثر غضبا و غيظا و هياجا.
كلمة أخيرة: إن إرضاء الناس غاية لم يدركها أحد و سوف لن أدركها أنا أو تدركها أنت أو غيرنا. فالأنبياء و الرسل و الحكماء و الفلاسفة جاءوا و قالوا كلماتهم الخالدة و المنطقية و الجميلة و الإنسانية لكنهم لم يتمكنوا من إقناع الناس بوجهات نظرهم كما لم يتمكنوا من توحيد أفكار الناس و الاختلاف في الرأي بين الناس يا أخي الياس ظاهرة صحية جدا و يجب أن ننظر إليها من باب العقل و المنطق و أن نحترمها لكي يحترموا خصوصياتنا بالتالي. سيكون عسيرا جدا أن نوفق في التوحيد و لكن يمكن لنا أن نحقق بعض الاختراق في حصول التقارب. علينا أن نكتب بصدق و هذا هو الأهم و لكن ربما لا نستطيع أن نلزم الآخرين في أن يكتبوا بصدق و ربما يرون فيما هم كتبوه صدقا و يرون فيما كتبناه عدم صدق. هنا تكمن المشكلة لأن أفكار الناس ليست عجينة بيدينا نصنع منها القوالب التي نرغب فيها بحسب ميولنا و أهوائنا و تطلعاتنا كما أن مشاهرهم و أحاسيسهم ليست طبلا فارغا لندق عليه بالطريقة التي تعجبنا. فهم بشر و لهم آراؤهم و أفكارهم و عقولهم. إنّ الذي يمكن أن نفعله في هذا المجال هو أن نسعى إلى التقارب و أن نحاول عدم تضخيم الأغلاط و ألا نركز على أغلاط الآخرين متناسين أغلاطنا و كأننا لم نفعل شيئا. لكي يتحقق المرجو من كل هذا علينا نحن أن نكون قدوة في كل ما نقوله و ما نفعله و بعد ذلك يحق لنا أن نطالب الآخرين بأن يفعلوا ما نأمل منهم. علينا أن نراعي مشاعرهم و ألا نخترق خصوصيات حياتهم الفكرية و الأخلاقية و الإنسانية لأنهم بشر مثلنا يحسون كما نحس و يفكرون كما نفكر لكن قد تختلف الطريقة بيننا و بينهم في هذا.
من الجميل أن لا يكون هذا الموضوع مخصصا كما قلت و إني لا أرى فيه خصوصية موجهة لأحد, بل أرى و من خلال سياقه أنه موضوع عام و مفيد و ضروري لأن يقرأه كل فرد منا و خاصة أعضاء المنتدى و يرون في إمكانية تطبيقه مجالات ما لكي يزول الحرج و تنتفي النية السيئة (لا سمح الله) من البعض. بالمحبة الحقيقية و الصادقة و المتجردة و المترفعة عن أهواء الذات الداخلية لنا نستطيع أن نتغلب على كل المعوقات و كل أسباب الشرور ففي كل منّا شيطان و ملاك و علينا ألا نقوي جانب الشرّ الذي يريح الشيطان فينا و يجعله أكثر تمردا و تخريبا و فتكا بل علينا أن نقوي جانب الخير لينتعش ملاك الخير و هذا لن يكون إلا من خلال تطبيق المحبة و ليس المناداة بها فقط فالتطبيق هو الأهم و الأكثر نفعا و الأصوب طريقا. بالمحبة نغمر قلوبنا بحب الرب و رضاه علينا. اشكرك جزيل الشكر يا غالي و لي عودة إلى مداخلاتك الأخرى اليوم بإذن الرب. لقد قمت بتثبيت الموضوع لما رأيت فيه من أهمية و فائدة مبنية على دعوة صادقة راغبة في أن تكون المحبة هي لسان حال الجميع.