[fouadzadieke]

الأخ المحب سامو
إنّي سعيد بهذه المداخلة التي أضاءت جوانب كثيرة كانت مظلمة لدينا و نحن في هذه الغربة البعيدة, إنّها وضعت النقاط على الحروف و تحدثت بالأسماء و الأمكنة و الأحداث. إنه موقف شجاع منك يا أخي المحب سامو. و كنت أنتظر مثل هذا التوضيح من زمن بعيد ليس لكوني أملك مسئولية أو صلاحية (حاشى لله) لكني كشخص و عضو في جسد هذه الأسرة التي يجب أن تحتضن الجميع و أن تعمل من أجل مصلحة الجميع.
لقد حاولتَ الدفاع عن بعض المواقف و التصرفات و كشفت عن بعض الخفايا و الخبايا و الأسرار, و هذا أمر جميل و إني أحب أن أعلمك و أعلم كل أبناء آزخ الأحبة أنني كشخص لست محسوباً على أحد أو ناصرا لجهة ضد أخرى و قد ظهر هذا من جميع مداخلتي الداعية إلى المحبة و الإخاء و وجوب العمل المشترك و التفاني من الجميع.
إنّ لأبي ديما أستاذنا الكبير أفضالا كثيرة علينا جميعا و أنا قلت عنه في أكثر من مناسبة أنه بطل من أبطال آزخ لا يقل أهمية عن الشماس اسطيفو أو عن إيشوع حنا كبرة و غيره من رجالات آزخ البواسل فلكل عصر رجاله و أساليبه و أحداثه. أنا أنظر إليه كقدوة حسنة و قد عمل الكثير من أجل الجميع ليس في هذا أي شك لكن من يعمل قد يخطئ و هذه المعادلة سليمة القواعد و القوانين و ليس من العيب و العار أن يخطئ أي شخص فنحن بشر و لسنا ملائكة. من يخطئ يستطيع أن يصوّب خطأه بالاعتراف به و أعتقد أن كل ما جرى من مشادات كلامية و من انقسامات متعددة بين صفوف الأسرة الأزخينية في القامشلي لم يكن سببَه شخصٌ بعينه, بل أن الجميع يتحمّل هذه المسئولية و لطالما نحن ننظر إلى الكبير عبد المسيح قرياقس على أنه كبير فإننا ننتظر منه ما يدل على كبر مقامه و هو بالطبع محفوظ و مصون في قلوب الجميع.
لأكن صادقا معك يا أخي سامو إنّي أحسّ بأن هذا التلاعب من الجميع لا يخدم مصلحة الأسرة و لا الشعب الأزخيني و آمل ألا يكون تخميننا في أنّ وراء كل هذه المحاولات و الاقتتالات و الخلافات سعي محموم من أجل نيل المناصب و اقتسام الكعكة. أنا لم و لن أكون في يوم من الأيام مناصراً لأي شخص أو جهة أزخينية ضد أخرى و من يتهيأ له مثل هذا الوهم فإنما لا يفهم من حقيقة مواقفي شيئا. أنا أعتبر أن كل هلازخ هم بدن واحد و متى جرح عضو في هذا البدن أو أتلف فإن الضرر سيكون عاماً و تامّاً. و هل هناك أي شخص أزخيني يرغب في أن يكون هناك ضررلأزخ و لشعب آزخ؟ لا أعتقد ذلك!
كانت الغاية من تركي المجال مفتوحا بخصوص هذا الموضوع أن يتم التلاقي و بمحبة من مختلف الآراء ليدافع كل عن وجهة نظره و يبيّن بعض الحقائق التي ربما تكون خافية على البعض. ليس هدفي. و كما قلت, إثارة أية بلبلة أو تهكم أو تشجيع محاولات تهجم على أي شخص أزخيني بل كنت دائما أدعو إلى المسالمة و التحابب و إلى أن يتم النقد على أسس معقولة و إيجابية و هل هناك من يستطيع أن يمنع النقد؟ فقط الشخص الذي يشعر بالذنب يخشى من النقد.
أرجو أن تفهم يا أخي سامو أن موقفي من هذا الموضوع كلية ليس موقفا عدائيا البتة لأحد بل هو موقف التوافق و هو نابع من المحبة الكبيرة و من الحرص الشديد على المصلحة العامة لشعب آزخ.
أما بخصوص اتهامي يا أخي المحب سامو بأن رسالتي كان فيها نقد لللأسرة لذا لم يتم نشرها فإني أحب أن أقول لك ما يلي:
أولا: الرسالة منشورة بكامل نصها و لا أعتقد أن فيها تهجما أو تجريحا بل على العكس كان فيها حرصا كبيرا على وجوب تلافي ما حصل من أخطاء و العمل بروح التعاون و الدأب من أجل الوحدة و التلاحم و محاولة تخطي المصاعب و الهفوات السابقة. هل هذا فيه جرح لكرامة القائمين على إدارة شئون الأسرة؟
ثانياً: ثق أن الرسالة لو لم تكن ضمن هذا الإطار الذي فهمه البعض فهي لم تكن ستنشر لأن إدارة الأسرة الأزخينية تنطلق من معيار معيّن و هي تفضل أن تبقى ضمن دائرة أشخاص محددين لا تخرج عنها.
ثالثا: كان يمكن لمن تلقى هذه الرسالة(لو كانت هناك حسن نية منهم حسبم ما فهمت منك) أن يعربوا لي عن عدم رضاهم عن بعض الذي رأوا فيه ضررا عليهم و لقمت بتعديل الرسالة لأنها كانت أول محاولة مني للتواصل مع الأسرة بناء على رغبتهم. لكن يبدو أنه لن تكون هناك أية محاولة أخرى من طرفي لأنهم لم يشجعوني و لأنهم يتصرفون وفق معاييرهم الخاصة.
رابعاً: كان عليهم أن ينشروا الرسالة و يتركوا الحكم للقارئ على أقل تقدير. لكن لا حياة لمن تنادي يا أستاذ سامو. إننا نسمع منكم شيئا و نرى الحاصل ما هو خلاف ذلك بكل أسف. هم الذين أرادوا مدّ يدهم لي و لكني أحسست أنهم أرادوا بذلك أن يخرسوا صوتي و يكسبوا سكوتي. هذا لن يكون سأصرخ في وجه كل عمل مسيء و من أي شخص كان يتسبب بأي ضرر لشعبي و أمتي. الكلمة الحرة و الشجاعة و الجريئة لا يخاف منها الصادقون مع أنفسهم و مع الآخرين. لا أعتقد أن أي عمل مشترك بيننا سيحصل لطالما كان القائمون على إدارة الأسرة الأزخينية و الموقع الأزخيني بهذه العقلية التي تعتمد أسلوب رفض الآخر و تسعى إلى الانغلاق ضمن مصالح ضيقة و تعمل من خلال أجندة مرسومة.
كلمة أخيرة: الأستاذ الكبير أبو ديما أو غيره هم الذين يجب أن يقوموا بخدمة الشعب و ليس الشعب هو الذي يقوم بخدمتهم. أما عن الأستاذ و الملفونو لحدو اسحق فأنا أعرف عنه نزاهته و محبته لشعبه و لكنيسته ولا يمكن أن أتوقع منه في أي يوم من الأيام أن يقدم على تصرف يضرّ بالأسرة الأزخينية له مني خالص التحية و التقدير فهو رجل بكل معنى الكلمة. ما تمّ نشره هنا و في مواضع أخرى من موقعنا كان المشاركون يطالبون دائما "و من باب الغيرة على المصلحة العامة" أن يتم توضيح بعض الأمور, و لم يكن هناك أي تجاوب من طرف الجماعة المحسوبة على أستاذنا عبد المسيح قرياقس و هذا الذي تفضلت به هنا يا أستاذ سامو هو الرد الوحيد و اليتيم من الطرف الآخر. نتمنى أن يتم التعاطي مع الأمور بهدوء و روية و أن يضع الجميع نصب أعينهم المصلحة العامة لشعب آزخ و ليس مصلحة بيت فلان و علاّن.
لك خالص محبتي و شكري و إني أثمّن لك هذه المداخلة الجميلة و القيّمة التي أنارت لنا بعض المواقف و وضّحت بعض الأفكار. أتمنى من جميع الإخوة المتحاورين هنا أن يكونوا حضاريين في نقاشهم و ألا يتهجموا على أشخاص أزخينيين هنا و علانية و لا على بعضهم البعض كما فعلت يا أخي صامو بالتحدث عن أستاذ شكري مرقص و الدكتور جان و غيره و خاصة بما يتعلق بأمور شخصية بحتة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بموضوع الأسرة الأزخينية إن في هذا عيبا كبيرا لنا و هو سيحسب علينا من قبل كل من يدخل و يقرأ و يراقب. لا تتهجموا على بعضكم... اعرضوا وجهات نظركم باحترام.... كونوا صادقين فيما تقولون ... لا تقحموا الأمور الشخصية في هذا المسار فهذا غير لائق بنا كشعب أزخيني و شكرا لمحبتكم جميعا.
ستبقى آزخ هي آزخ و سيبقى الأشخاص هم من يقومون بخدمتها و ستبقى أعمال هؤلاء هي التي ستتحدث عنهم اليوم و غدا و بعد غد. أشكر لكم رحابة صدركم و أتمنى لكم كل الخير في مساعيكم و ليبارككم الرب و سيبقى منبري هذا حرّا و مفتوحاً للجميع بكل محبة.