حِرابُ الحزنِ
طرحَ الغيابُ بِساطَ نأيِكَ و اعتدى
و سَطا بلوعةِ هجرِهِ, و تمرّدَ
حِمَمٌ مِنَ الآلامِ أوقظها النوى
لمْ تلتئمْ جرحاً, فأوقدَها الرّدى
فَلِمَ التشدّدُ في التواترِ نبضةً؟
و لمِ التواترُ في الشدائدِ شدّدَ؟
صبغَ الفراقُ رمادَ جمريَ لوعةً
و رمى على أعطافِ حُلميَ أسودَ
ألمٌ مع التاريخِ أفرزَهُ الأذى
و قضى بأمرِ الفتكِ أبلغَ مُرشِدا.
سَكِرَتْ حِرابُ الحزنِ مِنْ دميَ انتشتْ.
غَرِقَتْ حنايا الرّوحِ تأمَلُ مُنجِدا
و أنا المُقَتَّلُ بالطِعانِ فلا أرى
أملاً يبدّدُ لوعتي, أو مَصْعَدا.
لو كنتَ تملكُ مِنْ مشاعرِ عاشقٍ
بعضاً, لجئتَ مُواصلاً و مُندِّدا
ألمُ الجراحِ عساهُ يأفلُ غارباً
بيديكَ تفعلُ ذا فَمُدَّ ليَ اليدَ!