[الأب القس ميخائيل يعقوب]

الحلقة – 1 –

إلى كل سرياني على سطح الكرة الأرضية أوجه هذا العمل وأقول له بداية :
يجب أن تكون كنيستك السريانية قلادة تعلقها على صدرك ، تتباهى بها .... تفخر بها .... تعشقها .... تتغنّى بها . بذكرها يلهج لسانك .... بأمجادها يتأمل فكرك .... بحلاوة اسمها تتمتع نفسك .... بطيب ذكرها النشوة تتملكك . لتحلّق روحك في أجواء مجدها لكي تسمو وتسمو وتسمو حتى تدرك أن كنيستك السريانية هي ملكوت الله على الأرض .

إن كنيستي السريانية بالنسبة لي هي عشقٌ أبديٌّ ، ولذا فإنني بمشيئة الله تبارك اسمه سأجعل هذا العمل في حلقات ، أقدّم في كل حلقة شيئاً عن ومن إيمان وأمجاد كنيستي السريانية الخالدة المجد ، ليتعرّف القارئ ويتأكد بأنها ملكوت الله على الأرض .
إن كنيستي السرياني هي أول امتداد لكنيسة المسيح له المجد في انطلاقتها من القدس عملاً بأمر رب المجد يسوع حينما قال : اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ، وعلّموهم جميع ما أوصيتكم به ، وها أنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر آمين ( مت28: 19- 20 ) . وهي تفخر بأن أول بطاركتها هو الرسول بطرس الذي لقبّه ربنا يسوع المسيح بالصخرة حينما قال أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ( مت16 : 18 ) . كما تفخر بأن مار اغناطيوس النوراني كان ثالث بطاركتها سنة 107م وتفخر أيضاً ببطريركها الجالس حالياً على كرسيها سعيداً سيدنا قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص .
وبما أنها أول امتداد لكنيسة المسيح في انطلاقتها من القدس فإنها تسلّمت كل إيمانها وعقائدها وتقاليدها وفروض العبادة فيها من الرسل والآباء الأولين .
كانت على مرّ العصور ولا تزال تمثّل الكنيسة المسيحية التي وُلدت يوم الخمسين بحلول الروح القدس ( أع2: 1 – 4 ) أفضل تمثيل في عبادتها وعلمها وتعليمها وجعلها لكلمة الله غذاء رئيساً لأبنائها ........... بالمختصر ، في إيمانها .
هذا وإنك عزيزي القارئ سترى خلال الحلقات القادمة إن شاء الله بأنها اشتهرت على مدى العصور بعلومها وعلمائها ووطنيتها ، وإنها جاهدت من أجل استقلالها الديني مقدمة من أجل ذلك التضحيات الجسام كي لا تكون يوماً تابعاً إلا لربّ المجد يسوع .
لكنيستي السريانية الفخر العظيم بأن في عاصمتها أنطاكية دعي التلاميذ مسيحيين أولاً ( أع11: 26 ) .
كما أنها تفخر بأنها حافظت على اللغة السريانية من الضياع والزوال ، هذه اللغة التي بها صُنع أول وأعظم تراث وحضارة في الأرض ، واستحقت أن تتقدس بفم ربنا يسوع المسيح له كل المجد آمين .