للّه دركَ
للّهِ دركَ يا فؤادي فاحْتَمِلْ
مِن هذه الحسناءِ آلافَ القُبَلْ
و انثرْ على أغصانِ وجنتها المنى
و اشربْ منَ العينينِ أقداحَ الأملْ!
للّهِ دركَ كم غفوتَ و كم هنا
مِنْ بَوحِ ثغرِكَ ما يُؤخّرُ مِنْ أجَلْ
دعني أشنّفُ عشقَ روحي كلّما
همستْ بذاك الشدوِ فانتحرَ الوجَلْ.
في الصّدرِ ملحمةٌ يؤجّجها الهوى
و الرّوحُ ثائرةٌ لواقعِ ما حصَلْ
أوقدتُ جمرةَ خافقي و شرارَهُ
و وعدتُ حسنَكِ أنْ يعشّشَ يكتحلْ
برؤى الصفاءِ على البهاءِ تألقاً
و الشوقُ في ظمأٍ لشِعرِكِ يبتهِلْ
أأضمُّ غصنَكِ أم أشمُّ عطورَكِ
و أذوبُ في أعطافِ كونِكِ أشتَعِلْ؟
النبعُ رقَّ بما شفاهُكِ عطّرتْ
و الوجدُ هدهدَ مِنْ شعورِكِ مُتّصِلْ.
غرّدتُ أعزفُ كلَّ رائعةٍ فلم
يجدِ انتحالُ الشّعرِ فالشّعرُ اكتَمَلْ
في ما عيونُ العشقِ أفردَها هوىً
مِنْ روعةِ الأنسامِ ما حلمٌ حَمَلْ!