( 1 )
معجـــزة الشفاء التي أجراها القديس مار أسيا الحكيم للخورية اليزابيت ملكي زوجة الأب القس ميخائيل يعقوب كاهن كنيسة مار أسيا في الدرباسية
تقول الخورية أليزابيت ملكي :
كنت قد أصبت بالتهاب مزمن في حنجرتي في العام 1999 منعني على أثر ذلك الدكتور سمير ابراهيم من مدينة القامشلي عن ( الترتيل وعن الكلام قدر المستطاع وعن كل شيء بارد أو حرارته مرتفعة ) وبسبب ذلك فإني عانيت كثيراً لأني رئيسة كورال الكنيسة وأحب الترتيل والإنشاد الروحي كثيراً فإن الله قد منَّ على بصوت صالح لذلك .
في يوم العنصرة من ذلك العام ذاته وأثناء القداس الإلهي وأثناء ما كان الكاهن يرشُّ الماء على المؤمنين وهو يطلب أن يحلَّ الروح القدس على جميعهم بوساطة ذلك الماء ، انسحقت أمام الرب انسحاقاً شديداً ببكاء ودموع غزيرة طالبة منه له المجد أن يشفيني من ذلك المرض .
وفي مساء ذلك اليوم قصدت شفيعي مار أسيا الحكيم لأنام في الكنيسة طالبة منه أن يشفيني من مرضي ولم يبخل علي بل تمجد اسم ربنا يسوع المسيح له المجد الذي قال : اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم ، لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له ( مت7: 7-8 ) .
كانت بصحبتي ابنتاي ( فايا ونور ) وإحدى بناتنا من الرعية وكان اسمها صولانج الملقبة ( سوسو ) وبصحبتها أخواتها الصغار . وبعد أن صلينا صلاة جماعية ( من صلوات المساء " الرمش " والسهرانة ) نام الجميع أما أنا فقد عدت إلى الصلاة بانسحاق أمام من يستحق وحده الانسحاق أمامه بدموع حارة غزيرة بعدها حاولت أن أنام لكنني لم أستطع إذ كلما كنت أغمض عيني كنت أسمع صوت المبخرة في الهيكل فأعود لأستيقظ من جديد ، وهكذا على هذه الحال حتى اقتراب الفجر فتضرعت إلى القديس مار أسيا وأنا أنظر إلى صورته قائلة : أرجوك أيها القديس مار أسيا أن تجعلني أنام ولو قليلاً فإن الصباح آتٍ لأدبر بناتي في النهار ( وذلك لأن القس ميخائيل فور انتهائه من قداس عيد العنصرة سافر متوجها إلى دمشق ) وما أن أنهيت كلامي هذا حتى نظرت إلى الساعة فرأيتها تشير إلى الرابعة إلا ربعٍ صباحاً ثم إذا بشفيعي القدس مار أسيا الحكيم يجعلني أغطُّ بنوم عميقٍ وفي منامي سمعته وهو في الهيكل يصلي لكني لم أفهم أية كلمة صلاة من التي كان يصليها ( وحينما استفسرت من القس ميخائيل أجاب أنه من المؤكد كان يصلي بلغة السماء الغير مفهومة في الأرض على حد قول الرسول بولس : ما لم تر عينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم يخطر على بال إنسان الذي أعده الله للذين يحبونه 1كو2: 9 ، لأنه لولا ذلك لصلى بإحدى اللغات التي تعرفينها إن كانت السريانية أو العربية أو غيرها ) .
وبعد الصلاة نزل القديس متوجهاً نحوي وفي يده المبخرة فوضعها جانباً وجلس بجانبي وهذه نعمة لم أكن مستحقة لها أنا العبدة الخاطئة فقام بفتح فمي وعكف إصبعه ( السبابة ) وأدخلها في فمي وأخذ ينظف حلقي وحنجرتي ثم أخرج اصبعته من فمي وأخذ المبخرة ووقف وبخَّر عليَّ ثلاث مرات ثم مشى باتجاه الهيكل ثم باتجاه باب الكنيسة الغربي وهكذا ثلاث مرات وفي أثناء ذلك حدث بداخل الكنيسة صوتٌ كأنه من هبوب ريحٍ شديد وكنت أسمع مع هذا الصوت أصوات التسبيح من داخل الهيكل مع صوت المرواح التي تستعمل خصيصاً حين تلاوة الكاهن في القداس لبعض الأقوال الجوهرية ….. ثم نظرت القديس فإذا به يصعد إلى الهيكل وهدأ كل شيء . وفي لحظة الهدوء رأيت ستار الهيكل يرتفع إلى فوق بدلاً من انسحابه جانباً وشاهدت القديس مار أسيا واقفاً أمام المذبح باسطاً يديه وهو يصلي وهنا أيضاً لم أفهم شيئاً من اللغة التي كان يصلي بها . فارتجفت من الرهبة عندها نزل القديس أيضاً ووضع المبخرة عند رأسي فأحدث وضعها على الأرض صوتاً استيقظت على أثره من نومي فعلمت على الفور أن القديس مار أسيا الحكيم قد جاء لعوني وشفاني من ذلك المرض الذي كان قد أصاب حنجرتي فنظرت فوراً إلى الساعة فوجدتها الساعة الرابعة والربع
كنت صاحية تماماً عندما استيقظت فأعدت في مخيلتي كل ما جرى لي أثناء نومي خلال تلك النصف ساعة ومن شدة فرحي بتلك النعمة التي منَّ بها علي ربنا يسوع المسيح له كل المجد على يد قديسه مار أسيا الحكيم فإنني لمأتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء وذرفت الدموع الغزيرة معلنة أني لست مستحقة لتلك النعمة ، ثم رحت أصلي بصوت عالٍ وجهوري .
ملاحظات :
لأيام عديدة سبقت وإلى لحظة أن نمت فيها ما كنت قادرة على بلع ريقي إلا بصعوبة بالغة بسبب ما كان يرافق ذلك من آلام شديدة وبعد أن استيقظت وجدت نفسي وأنا أبلع ريقي بكل السهولة والاعتيادية وكأني لم أمرض بذلك المرض بتاتاً .
ممن كان شاهداً على حدوث معجزة الشفاء تلك بيد القديس مار أسيا الحكيم أختنا الروحية ( صولانج ) التي قلت أنها جاءت معي وبرفقتها أخواتها الصغيرات التي نبهتها قبل أن تنام هي وأخواتها إلى أن نومي خفيف جداً فإن احتاج الأمر إلى أي شيء يكفي أن تلمسني فقط فأستيقظ . هذه أفادت : أن ابنتك نور ( أي ابنة الخورية الصغيرة وكان عمرها آنذاك ثلاث سنين وأيام قليلة ) استيقظت من نومها وبكت فقامت ثم ارتمت على بطنك فأخذتها ووضعتها في مكانها ونظرت إليك وأنا مستغربة أنك قلت أن نومك خفيف جداً وأن مجرد لمسك ستستيقظين وها أن ابنتك قد سقطت على بطنك ولم تستيقظين ، لكني انتبهت إلى أن يداك موضوعتان على صدرك بشكل صليب وشفاهك تتحرك من دون أي صوت فقلقت من أجلك وقررت إيقاظك وحينما حاولت رأيت كفَّ يدٍ امتدت لتغطي وجهي وأعادتني إلى نومٍ عميق .
والمجد كل المجد للآب والابن والروح القدس إلى أبد الآبدين آميـــــن
الدرباسية 10\11\2002
الشاهدة المؤمنة
صولانج كوركيس
الخورية إليزابيت ملكي